الفنان نظرة المجتمع: مطلوب ومرفوض في نفس الوقت.. لماذا ؟

TT

غريب شأن الفنان في مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص والمجتمع السعودي بشكل اخص.

فهو مطلوب ومرغوب، ونجم يتهافت عليه أفراد المجتمع، وربما تباهى البعض بأنه قد جالس ذلك الفنان أو تبادل معه بعض الأحاديث، ولكنه في نفس الوقت يحمل قدرا من الرفض المبطن له، وعليه فقد اخفق الفنان في تحقيق قيمة اجتماعية في الوعي الجمعي.

كيف يجتمع ذلك. طلبٌ ورفضٌ في نفس الوقت؟ على عكس الحال في المجتمعات الغربية مثلا، فالفنون وأرباب الفنون يحظون بتقدير لافت، ومكانة توازي مكانة العلماء الكبار والسياسيين العظام.

فهل الوعي الجمعي المحلي، وبفعل الضخ المتواصل من قبل أعداء الفنون من المحافظين، كرّس صورة نمطية للفنان المبتذل المنفلت من كل ما يمت بصلة للمجتمع.

لكن هل هذه الصورة النمطية تعكس بالفعل واقع الحال؟ وهل كان الفنان العربي دوما منفصلا عن النشاط الاجتماعي والسياسي والتأثير فيه، واتخاذ المواقف الوطنية والقومية، والإسهام في الإصلاح الاجتماعي.

فتاريخ الفن في مصر يحدثنا عن الفنان الكبير عبده الحامولي (توفي 1901م) الذي كان من الأصوات المناهضة للاستعمار وممن فرض على الجمهور احترام فنه وشخصه، وكان كما تقول سيرته، يقف في طريقه حينما يرى بائعات الهوى ويوزع عليهن المال وينصحهن برفق بالتوقف عن هذا السلوك.

نطرح إشكالية النظرة للفنان على مثقفين سعوديين هما الروائي عبده خال والمسرحي محمد العثيم.