ديوان الفياغريات (1)

TT

عندما ظهرت حبوب الفياغرا قبل سنوات، تسابق شعراؤنا للتغزل بها. نسوا ليلى وسلمى وفدوى وكل من هاموا بها وراحت قرائحهم تتدفق وتبدع نحو هذه الحبة الزرقاء. هذا شيء والله لا ينم عن خير في فحولة فحول شعرائنا. توالت القصائد والازجال، الفصيح منها والعامي على مكتبي حتى فكرت بأن هذا الموضوع الغزلي الجديد يقتضي منا اضافة باب آخر لابواب الشعر العربي باسم «باب الفياغريات» يضاف لابواب الحماسيات والاخوانيات.. الخ.

كان من ابلغ ما وصلني قصيدة الشاعر محمد محمود جاد الله من المدينة المنورة اقتطف منها هذه الابيات:

الا تيهي بحسنك يا فياغرا

تهافتت الجموع عليك تترى

وقد بذلوا لوصلك كل غال

وذكرك طار في الآفاق شعرا

واحكمت الوثاق على رجال

رأوا في قدك المياس بشرى

وانعشت الاماني في كهول

يعيش شبابهم في القلب ذكرى

واخلد كلهم لليأس حزنا

وودع «امره» من عهد كسرى

وكان يعيش منطويا كئيبا

وكان وجوده في البيت صفرا

وهل تحلو الحياة بلا شباب

وسائغ طعمها قد بات مرا

ثم ينتقل الشاعر الى هذا الفتح الجديد في عالم الهوى والنشاط، فينطلق بأبيات لو سمعت بها الشركة المنتجة لكافأته بزوجة من ابكار تايلند وثانية من ثيبات باريس، اذ يقول عن منتوجها النفيس:

لقد سلبت عقول القوم جهرا

وكل هام في حب الفياغرا

وكم من عاشق يسعى اليها

تتبع ذكرها شبرا فشبرا

واوصى من يسافر من صحاب

واشبعهم على الخدمات شكرا

وكم من زوجة صكت بوجه

تظن ببعلها مسا وسحرا

تغير حاله وغدا شبابا

يهددها اذا امتنعت بأخرى

وراح يصول منتفخا كديك

كأنك في الثياب ترى هزبرا

تساءل زوجه ماذا دهاه

ورب البيت بالاحوال ادرى

تعفرت كي يعود الى صباه

وكيف يطيعه من مات دهرا؟

وقال لنفسه يا نفسي هيا

(وصبرا في مجال الموت صبرا)

لكن الشاعر، اخانا محمد محمود جاد الله، يرجع الى صوت العقل ليعزي من لم تنفع معهم الحبة الزرقاء، وهم يشكلون نحو ثلثي من استعملوها ويهديهم هذه النصيحة:

فخذ هذي النصيحة من نصوح

وما ابغي عليها منك اجرا

فربك حد للانسان عمرا

وان العقل بالشيبان احرى

اذا نفخت فياغرا في رماد

فلا طب يفيد ولا فياغرا