ديوان الفياغريات (2)

TT

بعد ان قرأ صديقي القديم عبد الفتاح حايك في الرياض ما كتبه في المدينة المنورة الشاعر محمد محمود جاد الله عن الحكميات الفياغرية تحمس فأجاب عليها بقصيدة اخوانية من ذات الوزن والقافية فراح يقول:

قال صديقنا المدني شعرا

«الا تيهي بحسنك يا فياغرا»

وراح يشجع الشيبان جهرا

ويبعث في خريف العمر عمرا

ويمدح هذه الزرقاء ظلما

عساها تجعل الظلمات فجرا

وتسكب في شرايين تراخت

مياها في سراب الصبر نهرا

أينسى صاحبي أنا نباهي

بالفحولة اهل الارض طرا

وان العجز ليس من شيب تنامى

وان العسر قد يتلوه يسرا

ففتش يا احيدب عن دلال

في قدود تشحن الاعصاب سحرا

في كعوب تصرع الالباب قسرا

في عيون ذابلات الطرف خضرا

في شفاه تحقن القلب بعطر

وتنادي النائم: يكفيك قهرا

.....

اذا فقد الرجال رضاب ليلى

فلا طب يفيد ولا فياغرا

انطبق البيت الاخير على رجل في التسعين من عمره فهجر مخدع الزوجية وترك زوجته التي اوشكت على الثمانين. سمعت بحبوب الفياغرا فألحت على زوجها ان يلتجئ اليها ويستعملها. ولكن الرجل كان حكيما عاقلا فتجاهلها وشكا أمره لصديقنا الشاعر البحريني الظريف عبد الرحمن رفيع فأوحى له بهذه الاشعار:

قالت: حبوب الفيغرة

تجعل منك قسورة

قلت لها لا تحلمي

يا معزة معتصرة

تساقطت اضراسها

صارت عظاما نخرة

حسنك امسى خبرا

اوراقه مبعثرة

مهما تبهرتِ فأنتِ

أكلة مكررة

خدودها مرسومة

بحمرة وبودرة

فلا تمثلي الصبا

فقدتِ حتى أثره

صبغت أم لم تصبغي

ما انت الا بقرة

هيهات يرجع الصبا

وترجعين مقمرة

احسن يوم ان

نراك رهن المقبرة!