حرية البنات!

TT

رسالة من القارئة ميمونة خالد من جدة تقول فيها: اسمح لي أن أناقش موضوعا شائكا نعيش في دائرته المغلقة عن الفتيات.. الحرية هذا المطلب البعيد المنال، أعني حرية التعليم.. حرية اختيار القرارات الخاصة بنا.. حرية اختيار شريك الحياة.. حرية الخروج للعمل والمشاركات الاجتماعية مقارنة بالفتى المدلل الذي تذلل له جميع الصعاب بدءا من الخروج في أي وقت والعودة متى يشاء واختيار أصدقائه ووو... تتعدد المزايا، في حين أن الفتاة لو فكرت في الخروج لزيارة صديقة لا بد من الإذن والتوسل والترجي وإعطاء تقرير واف أين ستذهب؟ مع من؟ ما المناسبة؟ كم ستبقى؟ متى ستعود؟ لا مانع من حقهم ولكن لماذا لا يجد الفتى هذه الممنوعات والاستفسارات. يأتي في منتصف الليل فلا يسأله أحد.

أما عن التعليم، أسمع وأعرف الكثير من العائلات تمنع بناتها من إكمال تعليمهن بحجة أنهن بنات وأستر لهن البقاء في البيوت، وإن فكرت الفتاة بدخول المعاهد الخاصة لأخذ كورسات لغة وكمبيوتر، تواجه بعاصفة من التساؤلات.. ولم هذا؟ هل تفكرين بالعمل؟ لن تعملي؟ وما فائدة كل هذا وأنت ستتزوجين وو.. أما الشاب فيرسلونه للخارج طلبا للعلم، وليته يكون بحجم المسؤولية!!

أما اختيار شريك الحياة هذا الرجل الذي ستقاسمه الفتاة حياتها فإنه يفرض عليها فرضا حتى دون السماح لها بالجلوس معه ومناقشته أو حتى التعرف على وجهه، وإن أحبت واختارت بعقلها وقلبها فتقوم القيامة ولا تقعد، إنها الفضيحة الكبرى.. بحجة أن عليها التحلي بالحياة.

على الفتاة تحمل كل هذا وإن لم تفعل فهي عاصية.. خارجة عن حدود الاحترام، أشكرك سيدي لأنك أتحت لي الفرصة لأعبر عما يجيش في صدري، وأنني أوجه رسالتي هذه لكل أب وأم أن يعدلا بين الابن والابنة، وأن يمنحا بناتهما قليلا من الهواء.

** أتفق معك يا عزيزتي ميمونة في كل ما قلته، ولكن هذه الأمور كلها لا يصدر قرار بتصحيحها مرة واحدة، والزمن وحده كفيل بذلك، والحرية كما تعرفين تؤخذ ولا تمنح، وعلى كل فتاة أن تناضل من أجل أن تحصل على الحرية والعدل.