فتاوى جديدة

TT

الاسلام دين غني وواسع بالآراء والفتاوى المختلفة التي تيسر وتبشر في شتى الامور والمسائل، وكان هذا دوما متاحا للمسلمين عبر مشايخ وكتب مختلفة تحمل تلك الآراء وتنشرها. واليوم والسعوديون ينفتحون على انفسهم وعلى العالم من حولهم بحوارات مختلفة منها «الوطني» وغير الوطني نجد الاطلالات السعودية المتعددة والمستمرة عبر برامج الافتاء المقدمة عبر القنوات الفضائية العربية المختلفة، ويكون عادة هم اكثر السائلين والمستفسرين.

ويتكرر الامر نفسه عبر مواقع الافتاء المتخصصة والموجودة على شبكة الانترنت الالكترونية، وهذا الفضول والنهم السعودي المتزايد على الافتاء الالكتروني والفضائي يأتي رغبة منه في معرفة المزيد، وقناعة منه ان الاسلام فكرا ومنهجا يتسع لعدد اكبر من الآراء التي اطلع عليها. وبدأ عدد غير بسيط من السعوديين يتعاملون مع الفتاوى تلك ويكتشفون نماذج افتائية جديدة وميسرة وسلسة وبشوشة ومبشرة. وبدأ التوسع في تلك العلوم يزداد ويتسع من قبل فئة متزايدة من السعودية، وتبودلت احاديث المجالس في الفتاوى الجديدة وبدأت اعداد متزايدة من كتب كانت محظورة او محدودة الانتشار تنال الاستحسان وتحظى بقبول لافت.

كل ذلك يحدث وكأنهم اكتشفوا الحياة على سطح كوكب المريخ، وبدأت تفاعلات المجتمع في تبلور اوضح حين ازدادت مطالب ادخال هذه الآراء الجديدة المستنيرة على الشؤون التعليمية والقضائية ومداخل الافتاء بصوره العامة داخل البلاد. وبدأت المطالب تزداد باصرار اكثر، والسعوديون تعودوا التحرك حول الممنوع والمسموح وكأنهم يسيرون على حقل ألغام. وبالرغم من الانظمة الاعلامية الصارمة تمكن السعوديون من انشاء فضائيات تلفزيونية واذاعية وصحافة مطبوعة والكترونية تبوأت الصدارة في منطقتها وذات الشيء بالنسبة للقطاع المصرفي مع «الحرج» و«الجدل» الموجود على شؤون البنوك وشرعيتها، مع ذلك تمكن السعوديون من تأسيس أكبر قاعدة مصرفية في الشرق الأوسط.

واليوم ومع تفاعل السعوديين ومجتمعهم لتطوير مجتمعهم مدنيا، نسمع عن تأسيس رابطة للاسلام الوسطي تجمع علماء من مختلف مناطق المملكة وبشتى مذاهبها لتقدم افتاء معتدلا وسطيا يجمع ما بين أبناء البلاد ويوحد صفوفهم معتمدا في ذلك على قراءة وسطية للشريعة مستخلصة من الكتاب والسنة. وهذا يعتبر نقلة نوعية جديدة يشهدها المجتمع السعودي تضاف لمجموعة من التطورات الاخيرة التي يشهدها.

ومن المفترض ان تأتي هذه التطورات بتنوع ثري في الآراء التي ستنعكس على ما يطرح في الساحات الاعلامية المحلية المختلفة من آراء مكتوبة وكتب مطبوعة وندوات مقدمة، من شأن ذلك ان يعيد تشكيل هوية سعودية دينية عصرية تليق ببلاد تحتضن ارض الحرمين الشريفين وتعكس بهذا منارة علم وايمان للعالم كله.