ديوان الفياغريات (3)

TT

في تلك الأيام التي هزت فيها حبوب الفياغرا قرائح الشعراء، لم يكن من الممكن للشاعر الساخر الأديب الظريف غازي القصيبي، أن يتحاشى الخوض في موضوعها شعراً، لا سيما وقد بلغه من أحد اصدقائه، انه قرر الزواج بامرأة ثانية، مما يقتضي تعبئة طاقات اضافية لحياته الخاصة. أعرف أن صديقنا أبا سهيل متمسك بوحدانيته: وحدانية الله عز وجل، ثم وحدانية الزواج. كان بودي أن أضيف إليها وحدانية ثالثة وهي الوحدة العربية، لكن يساورني شعور بأنه قد نفض يده من هذه الوحدانية الثالثة. دعاه صديقه لحضور حفلة عرسه، لكن أبا سهيل آثر السلامة على الندامة. فمن المعتاد للزوجة الأولى، أن تنفس عن استيائها بإلقاء اللوم على اصدقاء زوجها، وتعتبرهم قد غرّروا به. بالطبع لم يكن أبو سهيل شاعراً فقط، بل دبلوماسياً، فصاغ اعتذاره عن الحضور بقالب شعري، فكتب إليه يداعبه ويقول:

يا صاح! إنك اتخذت قراراً

منه يفرّ الأقوياء فراراً

وتريدني أن أجيء مهنئاً!

هذا انتحار! من يريد النارا؟

لي زوجة لو انني فكّرت في

شيء كهذا، اغتالت الأفكارا!

إني أظنك قد وقعت بمأزق

ودخلت فيه طائعاً مختارا

ستظل بين الزوجتين فريسة

وتظل ليلاً، لاهثاً، ونهارا

تبقى القديمة، والجديدة همّه،

فامسح عن السيف القديم غبارا!

لا أدري ما إذا كان الدكتور القصيبي قد بعث بنسخة من القصيدة إلى العروس، كما لا أعلم ما بعث به لصاحبه من هدية العرس، لكنني اعتقد أن علبة فياغرا من 40 قرصا بقوة 50 ملغم، ستكون مناسبة جداً لهذه المناسبة غير المناسِبة، ولا أشك ان العريس الهمام سيتسلم العلبة بالشكر التمام مستشهداً بما قاله مصطفى المبارك:

أنبذ مقالة من يقول

الضر بين الضرتين

فالعاجزون يبررون

الزوجتين كجمرتين

ان التعدد فيه كل الخير

في دنيا ودين