تحتاج إلى وقت أطول!

TT

في اعقاب الاوقات العصيبة التي مر بها تطوير عملية تبديل الجينات بعد وفاة شاب امريكي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما في عام 1999 فان الخبراء يعتبرون ان النتائج المذهلة لبحث فرنسي يمكن اعتباره احد الآمال العلاجية الكبيرة، كذلك توجد في اسبانيا ابحاث في طريقها للتقدم في حقل العلاج الجيني على مرضى مصابين بأنواع مختلفة من السرطان لكن النهج المستخدم على المرضى الاسبان لا يتضمن مخاطر البحث الفرنسي.

يؤكد لويس خوركانوا مدير مؤسسة «الجينوم» قائلا: لا نستطيع ان نسيطر بشكل طبيعي على اعادة انتاج الحامض النووي للخلية، فأساس العلاج الجيني هو استبدال جين مصاب بتقديم النسخة الصحيحة من نفس الخلايا، ولكي يكمل التسلسل العلاجي مهمته يتعين عليه ان يسير نحو هدفه وهو الخلية حيث يكمن «الجينوم». وهذه المهمة يعهد بها الى ما يطلق عليه الكميات الموجهة والاجسام الحية او الجزيئات الصناعية التي تعمل كدافعة للجين.

يعمل الفريق البحثي الاسباني على مرض من اصل جيني يسمى «انيميا فانكوني» والاشخاص الذين يعانون من هذا المرض يظلون بدون خلايا دموية في سن مبكرة، ويكمن العلاج في الحصول على خلايا من النخاع العظمي للمريض وعلاجها في المعمل، وبعد ذلك يتم نقلها لنفس الشخص، وبهذه الاستراتيجية توصلوا الى التخفيف من المرض.

يؤكد المشرف على فريق البحث الاسباني قائلا: «ان ما حدث في فرنسا يجبرنا على التروي وان نكون يقظين، فالكمية الموجهة التي تم استخدامها في فرنسا والتي استخدمت في اسبانيا هي فيروس موقوف نشاطه وجسم دقيق يدمج في «جينوم» الخلية المصابة، وهذه الميزة لها نقطة ضارة لا يمكن التنبؤ بها، لان الفيروس يمكن ان يصل الى منطقة في الحامض النووي الخلوي تكون بها جينات اورام تحفز انتشار خلايا لا يتم التحكم فيها فيتكون السرطان.

ولقد اثبتت تحاليل حالات اللوكيميا التي اكتشفت في فرنسا ان الفيروس المخمد هبط بالقرب من جين ورم وقام بتنشيطه، ويعتقد لويس خوركانو مدير مؤسسة «الجينوم» انه لا يمكن القول بان الجين المنقول هو المسؤول الوحيد عن هذا التأثير، فقد ظهر في بعض الحيوانات ان الفيروس المخمد يمكن ان يتسبب في الورم، لكن حتى الآن لم تكتشف اية حالة مثل هذه في الانسان حتى يتم حل هذه المسألة. وفي هذا الصدد توصل الخبراء الى انه من الحكمة وقف الدراسات التي يتم فيها استخدام الفيروس المخمد في الانسان حيث يتعين الوضع في الاعتبار ان العلاج الجيني التجريبي يخضع لنتائج غير متوقعة.

يتم حاليا دراسة نوع آخر من العلاج الجيني للقضاء على الخلايا السرطانية، والذي يتم التطلع اليه هو تقديم جين يحفز هجوم الجهاز المناعي وفي الوقت نفسه يمنع الاوعية الدموية من تغذية الورم، لكن تشير الدراسات على الحيوانات وكذلك على البشر الى انه ما زال هناك طريق طويل من التجارب لكي يتحول العلاج الجيني الى بديل حقيقي لعلاج السرطان.