اختلافات بريدية (1 ـ 2)

TT

تفتح الجريدة في موقعها الإلكتروني نافذة صغيرة للردود وعند مراجعتي لها وجدت ان بعض من اختلف معي يستوجب مني تلخيصه ونشره. مقالي عن «الشجاعة في الحياة» جوبه بردود غاضبة من البعض، وهنا يسأل، مستنكرا، الاخ ايمن الدالاتي «وهل الشجاعة بمفاوضات تحت الطاولة؟؟. لا ادري كيف ينزع عبد الرحمن الراشد صفة الشجاعة من العمليات الاستشهادية ويعطيها لمن يفاوض بذل ومهانة؟ كيف لا يكون شجاعا من يقبل على عدوه بلا خوف ولا رهبة ويفجر نفسه وانفسهم؟؟ وكيف يكون شجاعا من يجلس تحت طاولة المفاوضات يستمع لاوامر عدوه ولا يجرؤ على ذكر حقوق شعبه؟ نعم، إنهاء حياة المرء من تلقاء نفسه أمر لم يفرضه الله، ولم يسلكه الرسول الكريم مع أحد».

واجابتي عليه ان يقرأ سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ليجد فيها الرد، فالتفاوض والصلح ليسا من اختراع اليوم. ونصيحتي له ان يراقب مستقبلا ماذا سيقول ويفعل قادة المواجهات اليوم.

ويسانده في الرد على مقال آخر، «إعادة الحياة للمسارات» الأخ صالح السعداوي الذي يستنكر بقوله، «من منطلق قوتها الذاتية والمدعومة بلا حدود من كل الادارات الأميركية المتعاقبة تستطيع اسرائيل ان تفكك وتعيد تجميع ما تشاء داخل العالم العربي وليس المسارات فقط وفي زمن الوهن والخنوع العربي لا يوجد ما هو مستعصٍ على اسرائيل القيام به».

وللأخ محمد بكر سندي رأي مخالف كذلك على ما كتبته في مقال «ولادة جديدة لرئيس وزراء صادق». كتب «في وقت يجمع فيه العالم أو يكاد على فساد بلير... وتبعيته غير المفهومة لكل ما يأتي من واشنطن يأبى الراشد إلا أن يشّذ عن الجميع... ليصف بلير بالصدق! وأي صدق هذا الذي تراه لرئيس وزراء نظام أوروبي... وصف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر دولته بأنها كذيل حيوان يستخدم في الحراسة في وصف علاقة بريطانيا الحميمة مع ماما أميركا؟!»

اما العلاقة مع الفرنسا وردا على مقالي عن «ما وراء الهجوم على شيخ الأزهر؟» فعلق المحامي فارس عبدالستار آل بكوع من العراق منتقدا، «فرنسا عندما عزمت على استصدار تشريع يمنع ارتداء الحجاب بالنسبة للمسلمات أرسلت وزير داخليتها الى مصر وعقد اجتماعا مع شيخ الأزهر وعلمائه باعتبار الأزهر يمثل الاعتدال في الفكر الإسلامي ولم ترسل فرنسا وزيرها الى المملكة السعودية ولا إلى إيران الإسلامية لأنها إن فعلت ستعرف الجواب سلفا. وعليه كان يتوجب على شيخ الأزهر أن يبدي موقف الإسلام من الحجاب وبعدها يعطي الحق للحكومة الفرنسية بإصدار هذا التشريع من عدمه باعتبار ذلك شأنا داخليا في حين نرى وزير خارجية بريطانيا السابق روبن كوك وفي «الاندبندنت» يقول: على فرنسا ألا تمنع التلميذات من ارتداء الحجاب. فأين موقف شيخ الأزهر من وزير خارجية بريطانيا السابق؟ وفي هذا المجال من المفيد ذكر موقف فرنسا من لبنان إزاء إعدام لبنان لثلاثة من المجرمين القتلة وانتقادها للحكومة اللبنانية واعتبارها ذلك انتهاكا لحقوق الإنسان بينما هذا شأن داخلي لبناني بحت».