يعيش ليحكي!

TT

صدرت مؤخرا قصة حياة جابرييل جارثيا ماركيز الروائي الكولومبي العالمي الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، التي انتظرها طويلا عشاق رواياته، وهي الجزء الاول من سيرته الذاتية التي خطط ماركيز لكتابتها على شكل ثلاثية عنوانها «احيا لأحكي الحكايات». ومثل كل اعمال جارثيا ماركيز يعد هذا الكتاب تحفة فنية استعرض من خلالها حياته منذ مولده عام 1927 وحتى بداية طريقه ككاتب ثم الى الخمسينات عندما التقى امرأة احلامه وعرض عليها الزواج واصبحت زوجته.. وبالمناسبة اسمها مرسيدس.

الجميل في الكتاب الذي يروي قصة حياة جارثيا ماركيز هو انه كتبه على شكل حوار يجريه مع القارئ، الذي يريد منه مشاركته اثناء حكيه لقصص الاشخاص والاماكن والكثير من الاحداث التي مرت به طوال حياته. يحتوي الكتاب على حكايات لطيفة عن اسرته التي تتسم بغرابة الاطوار وعن تأثير والدته وجده من امه على شخصيته، وعن مهنة الصحافة التي استغرقت الجزء الاكبر من حياته، وعن اصدقائه وزملائه الذين وقفوا الى جانبه وشجعوه على كتابة الرواية، وايضا عن غموض محبوبته الاسطورية كولومبيا والكثير من تفاصيل حياته الخاصة التي يكشف عنها لأول مرة.

كتاب السيرة الذاتية للأديب الكولومبي العالمي جارثيا ماركيز في جزئه الاول ليس مجرد تأملات خريفية من المتوقع ان تصدر من كاتب في منتصف السبعينات ويعاني من مرض خطير هو سرطان الغدد اللمفاوية الذي اصيب به منذ سنوات، بل على العكس من ذلك هو كتاب جريء كتب في مواقف كثيرة، وهو كتاب يمكن ان يوصف بانه المادة الخام للكثير من الروايات الادبية التي كتبها وحققت له الشهرة والمال والانتشار.

جارثيا ماركيز الذي يطلق عليه النقاد اسم «الواقعي الساحر» لما في كتاباته من سحر وجاذبية، كشف في معرض الحديث عن حياته الكثير من الكتب التي كان لها تأثير في اسلوبه في الكتابة، بالاضافة الى اسماء افراد اسرته الذين كانوا ضمن نسيج الاحداث في رواياته.

الطريف ان جارثيا ماركيز في سيرته الذاتية الممتعة يرجع طريقته في التفكير وفي حكي الحكايات التي ميزت كتاباته الى نساء عائلته اللاتي كن يخترنه وحده لكي يفضين اليه بمتاعبهن واسرارهن.

استمع الى اسرار النساء فقد تصبح روائيا!