صانع الحب!

TT

لعل كتاب «صانع الحب» لاحسان عبد القدوس يكون من اوائل الكتب التي قرأتها عن الحب.. ثم اتبعته بعد ذلك بكتاب «بائع الحب».

وفي الكتابين على ما اذكر تعرض الكتاب الكبير لفكرة انه ليس من الضروري ان يكون الحب تلقائيا.. بل انه من الممكن ايجاد الحب بطرق اصطناعية.. وليس ثمة عيب ما دام الهدف هو الحب.

صحيح ان الحب في هذه الحالة هو نوع من السرقة.. سرقة القلب.. ولكنها سرقة مشروعة لأن نتيجتها هو بعث الحب.. وربما الزواج.. فما هو العيب في ذلك.

في احدث كتبها «المغازل الكبير» تعرض الكاتبة تريسي كوكس لبعض الحيل التي يلجأ اليها البعض لايقاع اخرين في حبهم، منها التواصل المستمر مع الانسان المراد سرقة قلبه وعواطفه ثم تعمد الابتعاد لفترة من الوقت، كما يؤكد د. ديفيد ليبرمان خبير السلوك الانساني بالولايات المتحدة الامريكية، ان التواصل المستمر مع شخص ما يولد مشاعر الحب عنده.

لذلك يتعين على من يريد ان يوقع شخصا في حبه ان يلتمس في بداية علاقته كل سبب وعذر ومبرر ليكون الى جواره، وعند التأكد من انه قد بدأ في مبادلته الشعور بالحب يبدأ في التقليل من عدد اللقاءات التي تجمعه به سواء بادعاء الانشغال او باستخدام اساليب المراوغة، وعندئذ يبدأ الشخص الاخر في اظهار شوقه وفي التعبير عن عواطفه وعن مشاعر الحب القوية التي بدأ يعاني منها.

تقول الكاتبة ان قيامنا بانجاز شيء لطيف لشخص ما يشعرنا بالتحسن على مستويين المستوى الاول الشعور بالسعادة الداخلية والمستوى الثاني الشعور بالدفء تجاه هذا الشخص الذي بالطبع سيكون قد عبر لنا عن امتنانه وشكره، وعادة ما نقوم بتبرير السبب الذي جعلنا نقدم شيئا جميلا لشخص ما بمحاولة اشعار انفسنا ان هذا الشخص مثالي ويستحق ما بذلناه من جهد من اجله.

وتضيف الكاتبة انه يتعين علينا عندما نعجب بشخص ما ان نتيح له الفرصة لكي يبذل جهدا من اجلنا ليرضي نفسه ويرضينا.

وتقول المؤلفة ان العالم النفسي زيك روبن قام بتجربة حاول فيها ان يقيس الحب باسلوب علمي ونجحت محاولته بالفعل عن طريق قيامه بتسجيل الوقت الذي يستغرقه المحبون في النظر الى بعضهم البعض، حيث اكتشف ان الاثنين اللذين يحبان بعضهما بعمق يمضيان حوالي 75 في المائة من الوقت في النظر الى بعضهما اثناء الحديث، بينما في المحادثات العادية التي تجري بين الناس العاديين فانهم يمضون من 30 في المائة الى 60 في المائة من وقت الحديث في النظر الى بعضهم البعض.

ويؤكد الدكتور روبن انه يمكن التعرف على المحبين عن طريق استغراقهم في النظر الواحد منهما للاخر في حب، وان الشخص الذي ينظر الى من يريد ان يوقعه في حبه 75 في المائة من وقت حديثه معه فهو بذلك يجتذب عقله لكي يتساءل عن اخر مرة ظل احد ينظر له كل هذا الوقت وهو يتحدث اليه، ثم يجيبه تفكيره بأنه يحب هذا الشخص الذي ينظر اليه طويلا بكل هذا الحب، ويبدأ في افراز هرمون يتسرب الى العروق عندما نقع في الحب.. فخذ معك «ستوب ووتش» عندما تلتقي الحبيبة وستعرف عن طريقها اذا كانت قد وقعت.. ام انت الذي وقع.. ام وقعتما معا.