تشيني يصطاد البط بمساعدة كلب الرئيس

TT

ما يجمع بين قاضي المحكمة العليا، آنتونين سكاليا، وديك تشيني، نائب الرئيس بوش، هو حبهما لصيد البط. ولا اعتقد ان ثمة خطأ في ذلك، اليس كذلك؟

إلا ان الامر الوحيد الذي اثار اعتراض انصار الحملة الداعية لحظر صيد البط، هو موافقة القاضي سكاليا على سماع دعوى، المتهم الرئيسي فيها هو ديك تشيني. ولكن ما يجب ان يوضع في الاعتبار، هو ان القيام بهذه العملية ـ الاستماع ــ أمام المحكمة لا علاقة له بصيد الطيور، وأن سكاليا رفض إنقاذ نفسه، معللا موقفه بأنه لا ينبغي خلط الاشياء مع بعضها بعضا.

وتأسيسا على ما قاله سكاليا، تخيلت ما يمكن ان يجري من حديث بين الرجلين. كلاهما يرتدي ثياب التمويه التي تشبه الزي العسكري.

ـ «إنه تهديف جيد يا تشيني. أعتقد انك اصبت واحدة».

ـ «استمر يا توني. فربما يبدأ البط في الطيران في أي لحظة».

ـ «من الذي وضع البط التمويهي الصناعي؟».

ـ «إنها اجهزة الاستخبارات. إنهم كانوا يعملون طوال الليل. أعتقد ان ذلك جزء من الأمن الداخلي؟».

ـ «اصوات البط جميلة لكأنها حقيقية».

ـ «هذا من دونالد رامسفيلد. انه بارع في هذا المجال. انه مداهن للغاية لذا وجهت له الدعوة بدلا من كولن باول».

بعد بضع دقائق فقط، نزلت اعداد كبيرة من البط البري، واستقرت وسط البط الصناعي التمويهي. مرة اخرى تواصل الحديث بين سكاليا وديك تشيني بعد ان نقر سكاليا بمطرقته على المنصة: ـ«ديك... ألا تعتقد ان ما يحدث شيء ممتع؟ لا شيء يمكن ان يجعل الشخص يتجاهل الدستور وينساه مثل امساك الشخص بمسدس جيد. من اين اتيت بمسدسك؟».

ـ «من هاليبيرتون. منحوني اياه كهدية وداع. هل هناك ما ينبغي ان اعرفه من الاشياء التي تحدث عادة داخل قاعة المحكمة؟».

ـ «لا استطيع التحدث حول هذا الامر يا تشيني، ولكن دعنا نقول ان بطنا في وضع صحيح ومنظم؟».

رد تشيني ضاحكا: «هل يمكنك القول إنها حساء بط؟».

ينقر سكاليا بمطرقته على المنصة مرة اخرى.

اصطاد سكاليا طائرين آخرين ثم قال موجها حديثه لتشيني:

ـ «إنني سعيد بأن ادليت بصوتي لمصلحة تنفيذ حكم الإعدام على البط».

ـ «الى من تنوي تقديم البط الذي اصطدته؟».

ـ «الى طباخ المحكمة العليا. فأعضاء المحكمة سئموا من اكل البيتزا وسيرحبون بالتأكيد بإدراج البط في قائمة الطعام. الطريق الى قرار قاضي المحكمة العليا يمر عبر معدته».

ـ «هل تتوقع ان تسبب لك اجهزة الإعلام مضايقات في ما يتعلق بمشاركتك لي هواية صيد البط؟».

-«لن يتجرأوا على ذلك. نحن اصدقاء وعلاقة الصداقة التي تجمع بيننا قديمة ويعود تاريخها الى ما قبل إدراج تفاصيل القضية في دفتر موجز وقائع الجلسة. وإذا سألوني حول السبب في عدم اعتذاري عن النظر في هذه القضية، سأقول لهم ان المحكمة لم يحدث ان ناقشت السبب في الطريقة التي يفكر بها اعضاؤها».

ينقر القاضي سكاليا بمطرقته على المنصة.

ـ «توني.. لدي الاحساس نفسه. فاذا ساورني اعتقاد بوجود أي جدل او تضارب في مسألة نظرك في قضيتي، لأخبرتك بذلك فورا».

ـ «اعرف يا تشيني انك كنت ستفعل ذلك. تعرف يا تشيني.. سأعيد البط الى كلارنس توماس وويليام رينكويست وآنتوني كنيدي وساندرا داي اوكونر. اعرف انها تحب البط ويمكن ان يكون ذلك سببا في تحويل الاصوات الانتخابية».

خرج في تلك اللحظة كلب وهو يجر بطة بأسنانه، وقال سكاليا معلقا: ـ «يا له من كلب ماهر... اين حصلت عليه؟».

رد تشيني قائلا:

- «انه بارني كلب الرئيس... سلفني اياه لمدة اسبوع».

خلال ذلك المشهد سمع الاثنان صوت بطة رامسفيلد قادما من بعيد: بنق بنق بنق بنق..

*خدمة «تريبيون ميديا سيرفيسيز» ـ خاص ب «الشرق الأوسط»