أزمة نفوس.. لا أزمة نصوص!!

TT

تقرير الامم المتحدة حول الوضع في العراق يؤكد من جديد ان حل الازمة العراقية بشكل جذري هو بين العراقيين، وان العراقيين لو اتفقوا على برنامج الحد الادنى المطلوب لتحديد موعد الانتخابات ولوضع آلية لنقل السلطة لاستجابت لذلك قوات التحالف.

هناك في صفوف الاكراد من يعتقد ان المناطق الكردية قد حققت حالة من السلام والنظام واقامة المؤسسات وتواجد سلطة مركزية تدير الحياة العامة وهو امر صحيح، وانه بسبب ذلك فان استمرار الوضع الحالي لا يشكل حالة ارباك للمناطق الكردية، بل ان اي حل قادم ربما سيدفع بالاكراد الى تقديم تنازلات على حساب ما تم في مناطقهم من انجازات.

وهناك في صفوف السنة من لديه تخوفات من سيطرة الاغلبية الشيعية على اي حل قادم للازمة العراقية، وهؤلاء يعتقدون ان الولايات المتحدة تعامل الشيعة بطريقة مختلفة، وهناك من يحمّل السنة اوزارا لا علاقة لهم بها وخاصة ربطهم ظلما بنظام صدام حسين، وهم يقولون ـ ومعهم الحق ـ ان نظام صدام لم يكن نظاما سنيا او شيعيا لكنه نظام استبدادي لم ينج احد من شروره.

هناك اطروحات في الشارع الشيعي تتحدث عن عدم تكرار الاخطاء التاريخية ولذلك يجب التعاطي بايجابية مع الولايات المتحدة وفي نفس الوقت طرح فكرة التعجيل باجراء الانتخابات لانهم يعتقدون انهم يمكن ان يحققوا في الظروف الراهنة وضعا- افضل من حالة تأجيل الانتخابات.

مثل هذه الاطروحات والتخوفات تنطلق من رؤية لوطن بحجم الطائفة او القومية وليست اطروحات تفتح شبابيك العراق للهواء النفي الذي يجب ان يهب على بيوت العراقيين من اجل ان يقرروا ضرورة اقامة وطن اكبر من الطوائف والقوميات والمناطق، وهذه الاطروحات تتعارض مع ابسط قواعد بناء الاوطان حيث ضرورة وجود تنازلات متبادلة، وحيث لا يمكن لاحد ان يفرض شروطه ورؤيته على الآخرين.

العراقيون ـ والعراقيون وحدهم ـ لو احسنوا النية وصفت النفوس سيستطيعون نقل السلطة واقامة الانتخابات شريطة الايمان والثقة بان ازمة العراق الحالية هي ازمة نفوس لا ازمة نصوص!