الست.. خارج المنافسة!

TT

المقربون من السيناتور هيلاري كلينتون سيدة أمريكا الاولى سابقا، يرون ان قرارها بالامتناع عن دخول سباق الانتخابات الرئاسية الامريكية لهذا العام 2004 جاء بعد نجاح الرئيس جورج بوش في تسجيل نقاط لصالحه في اعقاب إلقاء القبض على صدام حسين على صعيد السياسة الخارجية، وبعد الارقام التي اشارت الى تحسن في اداء الاقتصاد الامريكي على صعيد السياسة الداخلية.

بعد الزيارتين اللتين قامت بهما الى افغانستان والعراق في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي وتزامنتا مع الزيارة السرية التي قام بها الرئيس جورج بوش للعراق، حظيت السيناتور هيلاري كلينتون باهتمام اعلامي واسع جعل المحللين السياسيين يتوقعون لها ان تكون اقوى منافس ديمقراطي للرئيس بوش في حملة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما اظهرت استطلاعات للرأي انها بالرغم من كونها ليست ضمن قائمة المرشحين الديمقراطيين الا انها تتمتع بتأييد 40 في المائة من الناخبين الديمقراطيين، وهي نسبة تزيد ثلاث مرات عن التأييد الذي كان يحظى به هوارد دين ابرز المرشحين الديمقراطيين قبل انسحابه.

مع الشعبية الكبيرة التي اكتسبتها بين الاميركيين، بدأ الحزب الديمقراطي يعقد آمالا على هيلاري كلينتون في العودة الى البيت الابيض، لكن سرعان ما خابت هذا الآمال عندما صرحت هيلاري بعدم عزمها ترشيح نفسها في انتخابات عام 2004، الامر الذي جعل المحللين يعتقدون ان القرار الذي توصلت اليه هيلاري كلينتون هو الانتظار حتى عام 2008 عندما تصبح الساحة خالية لتحقيق حلمها بأن تكون أول سيدة ترأس الولايات المتحدة الاميركية، وربما قرارها هذا قد دفع البعض الى القول: انتخب بوش اذا كنت تريد هيلاري رئيساً لأمريكا.

واذا حدثت المفاجأة وفاز المرشح الديمقراطي جون كيري فهل تنتظر هيلاري حتى عام 2012 لترشيح نفسها، وقتئذ سيكون عمرها 65 عاماً، اي اكبر من أي رئيس اميركي منذ رونالد ريجان!

المعروف ان قوة شخصية هيلاري كلينتون من النقاط البارزة التي تحسب لصالحها، وقد تجلى ذلك بوضوح ابان موقفها القوي والمتماسك خلال فضيحة زوجها بيل كلينتون الرئيس السابق لأمريكا مع مونيكا لوينسكي، وأيضا طوال الوقت الذي كانت فيه محامية لامعة كان دخلها يفوق راتب زوجها الرئيس.

المعروف ايضا ان مذكرات هيلاري كلينتون، «معايشة التاريخ»، اكتسبت رواجاً كبيراً بين القراء الامريكيين، وحققت مبيعاتها مليون نسخة في غضون أسابيع قليلة.