أزمة أنبوب على الحدود

TT

ازمة اسبوعين، ربما كان لها ان تستمر لسنوات، حُلت في عشر دقائق، حسب وصف عبد الكريم الارياني مستشار الرئيس اليمني الذي رافق رئيسه في زيارة حل الخلاف حول بناء انبوب على الحدود مع السعودية، فكانت نهاية سياسية سعيدة وان لم تحسم مشكلة تهريب الاسلحة الى داخل السعودية.

وللخلاف قصة مرتبطة بكون اليمن اكبر سوق مفتوحة للسلاح في المنطقة، وهي حالة نادرة في العالم، حيث تباع معظم انواع الاسلحة المتوسطة والخفيفة باسعار زهيدة وبكميات كبيرة. ولليمن مع جارته الشمالية حدود طويلة تبلغ نحو الفي كيلومتر تعتبر بوابة عريضة كانت، ولا تزال، ممرا لمهربي الأسلحة والعمالة غير القانونية.

وحلا جزئيا للمشكلة باشر الجانب السعودي في بناء انبوب صغير على ارتفاع نحو متر ونصف المتر فقط وهدفه الحد من عبور سيارات التهريب من دون ان تمنع المشاة والماشية من المرور من تحت الانبوب.

واعتبر اليمنيون ان هذا الانبوب الصغير استحداث على الأرض غير قانوني يخالف اتفاق الحدود الموقع بين البلدين. وهذه مسألة مثار جدل، حيث لكل طرف تفسيره الذي يناسبه. فالسعودية تقول ان الاستحداث هو في منطقة العشرة كيلومترات الحدودية التي تملكها. واليمن يرى انه لا يجوز استحداث اي بناء بدون موافقة الطرفين. وبعض السعوديين يعتبرون الاعتراض اليمني هدفه الحصول على المزيد من المساعدات المالية، وبعض اليمنيين يرون الانبوب فرض امر واقع سعودي غير قانوني في اتفاق لم يجف حبره بعد.

ونظرا لتداخل القرى مع الحدود ستستمر المشكلتان; مشكلة التهريب وصعوبة بناء حاجز حدودي خارج المنطقة الفاصلة. ومع ظهور كميات كبيرة من الاسلحة المهربة فان الحاجة الى تأمين الحدود امر لا مفر منه، بالسلاح او الخنادق او الانابيب.

فالمشكلة الامنية لا تهدد السعودية وحدها، بل تمثل خطرا على اليمن ايضا الذي يواجه هو الآخر المزيد من التحديات الخارجية والداخلية، كما نرى بعد وضع الشيخ عبد المجيد الزنداني على قائمة الملاحقين بتهمة الارهاب.

ايضا، يواجه اليمن ما هو اهم، وتحديدا بناء الثقة فيه عند جيرانه من دول مجلس التعاون الخليجي. وطالما ان اليمن لا يمنع تهريب السلاح ولا يسمح بمنعه على الطرف الآخر فان حظه ضعيف في ان يجد من يسانده خليجيا. وفي نظري ان اليمن خسر فرصة كبيرة في هذه الازمة وان كسب في «عشر دقائق» معركة انبوب الحدود.