الشعراء في إخوانياتهم

TT

روى لي الزميل الفاضل فؤاد معصوم شيئا عن الاخوانيات التي اشتهر بها الشاعر الكردي البيتوشي وورد الكثير منها في كتاب «البيتوشي» للقاضي محمد الخال المطبوع عام 1958 في بغداد.

وبيتوش اسم لقرية تقع الآن في كردستان ايران قريبة من تخوم محافظة السليمانية. وعبد الله البيتوشي ولد حوالي 1135هـ في هذه القرية، ثم انتقل للدراسة ثم التدريس بينها وبين كردستان وبغداد والبصرة، ثم انتهى به المطاف في الاحساء (السعودية) وتوفي بها عام 1210هـ.

والبيتوشي بجانب علمه الواسع الغزير في مختلف مجالات العلوم المتداولة في عصره إلا ان اهتماماته باللغة العربية وآدابها وعلومها كانت ابرز، بجانب كونه شاعرا مطبوعا. وقد ذاع صيته في كردستان والعراق وايران وبلاد الشام ونجد، وله مؤلفات عديدة إلا ان اغلبها لا تزال مخطوطة.

والبيتوشي كان كلفا بالقهوة، ويبدو انها نفدت لديه في وقت من الاوقات ولم يستطع الحصول عليها بسهولة، فأرسل قصيدة الى صديقه حاكم الاحساء الشيخ احمد عبد الله، لينجده. جاء في تلك القصيدة، وهي من مطولات شعره الاخواني والغنية بالمداعبات والظرافات:

لي شهر ان لم يكن شهران منذ فارقت لذة الفنجان ساء خلقي من بعده ولقد كنـ تُ كما كنت ذا سجايا حسان ولقد ضاق بي مكاني حتى ضاق صدري عن احتمال جناني يا خليلي عشتما ابلغا عنـ ـي الندامى حالي التي تريان قهوتي ازرق المياه وهم يســ ــقون منها حمراء كالأرجوان رب ليل اطار نومي هواويـ ن وحالي لديه رأي العيان فيه اشكو بثي وحزني الى اللـ ـه وحالي لديه في بقاء الزمان ان همُ ترضهم معيشتي النكـ دا فلا خير في بقاء الزمان فلما بلغت الابيات حاكم الاحساء ارسل اليه بكمية من القهوة مع قصيدة جوابية جاء فيها:

اشرب الكأس دائما بالتهاني آمن العدم ما جرى للواني واصطبح قهوة كحمرة صبح بعد هزم الكرى قبيل الأذان بنت بُنّ لا بنت كَرْمٍ حرام لم تذلل بعصرها في الدنان تجلب الأنس للفتى وتحلي دارس العمر حلية الولدان