صداقات وأحباب وأصحاب!

TT

أوضح وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي القصيبي أن الوزارة بصدد إطلاق جمعية تطوعية مستحدثة باسم "رابطة أصدقاء الماء" سيكون من ضمن أعضائها المواطنون الراغبون في المساهمة في الحفاظ على مصادر المياه والحيلولة دون إهدارها.

وأوضح الوزير أن العمل الذي سيكلف به أعضاء هذه الجمعية سيكون على أساس توضيح أهمية الماء كعصب رئيسي للحياة وأهم مورد من الموارد الطبيعية التي وهبها الله للانسان، وأهمية الحفاظ عليها وذلك بتنمية فكر وثقافة ترشيد الاستهلاك وابلاغ الجهات المعنية بالوزارة عن التجاوزات والمخالفات التي قد تحدث في هذا الشأن.

وكان من اللافت اختيار الوزارة لمسمى رابطة أصدقاء المياه، فالصداقة في معناها تحمل العديد من القيم والمفاهيم والمعاني التي تعنى بالالتزام والمسؤولية. فهي تحمل قيمة الصدق في المقام الأول "فصديقك هو من صدقك لا من صدقك" ومن أهم اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كان أنه "الصادق الأمين" وأول اصحابه كان "الصديق"، وعليه فالأمل أن تكون مساحة سعة الصدر والقبول كبيرة وغير شكلية في تكوين هذه العلاقة ما بين الجمعية التطوعية هذه وما بين جهاز إداري رسمي كبير وهام كوزارة المياه والكهرباء تؤكد وتكرس التواصل المسؤول ما بين المواطن ودوائره الرسمية، وأن يكون ذلك مبنيا في الأساس على إحسان الظن وقبول الرأي والرأي الآخر.

والواقع أن هذه الخطوة مع محدوديتها فيها معنى رمزي مهم. فهل ستفتح الشهية لدى قطاعات رسمية أخرى في البلاد بحاجة ماسة لرفع درجة الثقة ما بينها وبين قطاعات عريضة من المواطنين والمواطنات؟ هل من الممكن أن تقام رابطة أصدقاء لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وهل من الممكن أن تقام رابطة أصدقاء مع جهاز البلديات؟ وذات الشيء ممكن أن يقترح مع وزارة الصحة ومع وزارة التربية والتعليم ومع قطاعات أخرى مختلفة وعريضة.

هذه اللجان مهما كانت أسماؤها ومهما اختلف دورها هي في الواقع فرصة لإزالة العقبات والحواجز والسدود ما بين المواطن والمسؤول لأجل وصول الصوت الذي قد يحمل الاقتراح أو الشكوى أو الثناء أو غير ذلك دون خجل أو خوف أو قلق. جميل أن يحدث هذا النوع من التواصل ولكن الاجمل ان يكون مفعلا وحقيقيا ومبنيا على أساس المصلحة المشتركة وايمانا بثقة كاملة أن المسؤول والمواطن، كلاهما في مركب واحد لأجل المصلحة العامة وقناعة وعملا بمبدأ أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وحتى ان أفسد فيجب ألا يكون ذلك الا بموضوعية وفي حدود دائرة النقاش بدون "شخصنة" الخلاف واعتباره عداوة. كل الأمل أن يتبع اطلاق جمعية كهذه شفافية وتواصل اعلامي عام عن انشطتها وعن اقتراحاتها وعن فعالياتها وفاعليتها حتى تبث روح الأمل والعمل للمتابعين لها ولا يصاب بالاحباط، وبالتالي السلبية من لديهم القناعة بأهمية كيانات كهذه. وكل الأمل أن يتم اطلاق تلك الجمعية وغيرها في أقرب فرصة وأن يحول الطرح من الجانب النظري الاعلامي الى الجانب العملي الفعال، وهذا شأن نحن في حاجة ماسة اليه. مع اصدق الأماني أن لا تكون وزارة المياه والكهرباء الوحيدة التي ستقوم بطرح وتنفيذ فكرة كهذه.