فكر في السعادة!

TT

نسعد بصحبة هؤلاء الذين تغيب شمس كل يوم ولا تغيب ابتسامتهم.. انهم المحظوظون السعداء بالفطرة الذين قد لا يكون في حوزتهم الكثير ولا يعيشون حياة مرفهة ولكنهم يستشعرون السعادة في كل لحظة من لحظات حياتهم.. وينشرون هذه السعادة على كل المحيطين بهم.. وسعيد ذلك الذي بين اصدقائه وأقربائه أو زملائه في العمل احد هؤلاء السعداء دائمي الابتسام مهما تكاثرت سحب الاحزان ومهما اسودت الدنيا من حولهم.

يخطئ من يظن ان السعادة شيء فطري يولد به انسان ولا يولد به انسان آخر، وحقيقة الامر ان السعادة تنشأ من الطريقة التي يفكر بها المرء، وانها شعور جميل قابل للعدوى.

فعلى سبيل المثال اذا ولد طفل لوالدين يفكران دائما في الجانب المشرق والمنير من الحياة ويأخذان المشكلات التي نواجها في الحياة على اعتبار انها شدة وتزول ويتبعها الفرح لا محالة.. وان كل شيء سيكون على ما يرام مهما طال الوقت، فانه من المؤكد ان طفلهما هذا سوف يشب متفائلا ومقبلاً على الحياة ويصبح انساناً سعيداً بنشر السعادة من حوله.

السعادة تصاحب المتزوجين وايضاً الارامل المطلقين والمطلقات، اما السعادة الصافية فمصدرها الصديق الوفي المحب. من ناحية اخرى فان اوقات العمل تجلب للعاملين حالة صحية ومزاجية وشيئاً من السعادة على عكس العاطلين عن العمل القابعين في المنزل ولا يملون البكاء على اللبن المسكوب ولا يملون النظر الى نصف الكوب الفارغ.

هل يجب على الانسان المولود لوالدين تعيسين ان ينطوي على نفسه ويأخذ عنهما التعاسة؟ بالطبع الجواب على هذا السؤال يكون بالنفي، لأن هناك طرقاً ووسائل عديدة تساعد الانسان على ان يجلب لنفسه السعادة في اقصر وقت ممكن، ومن بين هذه الطرق والوسائل: ان يستشعر المرء ثقته في نفسه وهو يعيد النظر في قدراته التي لم يكن يدركها من قبل، وان يطرد من تفكيره كل الهواجس التي تحد من حركته في اتجاه التوظيف الامثل لامكانياته وقدراته حتى يمكن ان يحقق من خلالها بعض طموحاته.

والاشخاص الذين يعانون من احاسيس سلبية تلقي بظلالها الداكنة والحزينة على الطريقة التي ينظرون بها الى الحياة من حولهم يمكنهم أن يجدوا في ممارسة الرياضة وسيلة صحية لتفريغ تلك الشحنات السالبة وغير الصحية من أجسادهم وعقولهم ونفوسهم ولتفريغ الهموم التي ينوء كاهلهم بحملها.. كما أن الرقص المصاحب بايقاعات موسيقية فولكلورية من شأنه ان يطيح بالوجوم والتعاسة بعيداً ويمنح الذين يعطون انفسهم له استرخاء وسعادة وشيئا من الغبطة.

الشيء الاهم الذي يقدم الشفاء للحزانى والتعساء هو تخصيص وقت للقراءة في الدين الذي يحض على «ان يحب الانسان لاخيه ما يحب لنفسه» وعلى مشاركة الآخرين في وقت الشدة كما في وقت الفرح، وبعد مضي وقت في قراءة سير الصالحين من الانبياء والبشر سوف يكتشف الانسان ان الحياة جميلة وتستحق ان تعاش، وسوف يدرك ان لا شيء يعادل العيش في سلام مع صديق تحبه وتأمن جانبه.