أدوات التجميل.. وميزانية الأسرة!

TT

يبدو ان صالونات تجميل الفتيات والسيدات التي لا يخلو منها شارع في اية مدينة من مدن العالم في ازدياد مستمر، فمع تزايد عدد القنوات التلفزيونية الفضائية التي تبث برامجها طوال اليوم من الشرق والغرب، والتي تتنافس فيها شركات مستحضرات التجميل العالمية في بث اعلاناتها التي لا تستطيع فتاة او امرأة ان تتجاهل اغراءاتها، اصبح جمال المرأة صناعة ترهق ميزانية المنزل وتأتي بالأرباح الطائلة للقائمين على هذه الصناعة.

وصناعة الجمال تلك الصناعة التي تجيد الاعلان عن نفسها في مجلاتها النسائية الانيقة الفاخرة والتي تملكها، لا تسمح في العادة لكاتب او كاتبة بالكتابة على صفحاتها عن ذلك الجمال الطبيعي الوديع المهذب الذي يعرف باسم جمال الروح الذي يمنح صاحبته جمالا طبيعياً لا دخل للصنعة والتجميل فيه ولا يدانية اي جمال صناعي آخر تصنعه الاصباغ ومساحيق التجميل.

على صفحات جريدة «التايمز» البريطانية، كتبت المحررة، مارجريت الين، سلسلة مقالات استهلتها بسؤال تقول فيه: هل صحيح ان المرأة العصرية تفضل المرض على ان تبدو غير جميلة امام العين؟.. وتجيب، مارجريت، على سؤالها بالقول ان المرأة على مر العصور تلهث وراء كل ما يبرز جمالها واناقتها حتى اذا دفعت في مقابل ذلك صحتها وحياتها ثمناً. وتبرهن مارجريت على رأيها هذا بأن مختلف انواع مستحضرات التجميل التي تضعها المرأة على وجهها كل يوم ربما تكون السبب المباشر في اصابتها بالامراض الجلدية وبسقوط الشعر.

تشير مارجريت في مقالاتها الى دراسة قام بها بعض المتخصصين في العلوم الكيميائية أثبتت ان اكثر من ألف مادة من المواد المستعملة في صناعة مستحضرات التجميل ومنها البنزين والزيت وغيرهما يمكن ان تؤدي الى أصابة المرأة بمرض السرطان.

وعندما قامت مارجريت بوضع هذه المعلومات بين يدي مجموعة كبيرة من النساء وسألتهن عن موقفهن من ادوات التجميل التي تحتوي على تلك المواد الخطيرة التي تسبب المرض اللعين، كانت النتيجة انه لم توجد امرأة واحدة على استعداد للتضحية باستعمال ادوات التجميل التي تصنع جمالها حتى لو سقطت فريسة المرض.. بل انتهت النساء الى رأي واحد هو انهن يفضلن المرض بأدوات التجميل على ان يظهرن غير جميلات او بشعات بدون تلك الادوات.