توقيت جديد وعطلة جديدة

TT

لا توجد قراءة محددة ولا احصائية دقيقة عن معدلات الانتاج للموظف في السعودية سواء أكان ذلك في القطاع الخاص أو في القطاع العام. ولكن هناك انطباعا عاما وقديما أن معدل الانتاجية هذا متدن ولا يتناسب أبدا مع التحدي الاقتصادي الهائل الذي يواجه البلاد واقتصاد العولمة الذي نحياه والذي نحن جزء منه بات يتطلب تذليل العقبات وتقريب المسافات وازالة العوائق ما بيننا وبين العالم الذي نحن جزء منه. وعليه فان اقتراحا بتغيير عطلة نهاية الاسبوع من الخميس والجمعة لتصبح الجمعة والسبت يبدو وجيها ومقنعا. فمعظم دول العالم الصناعية تعطل أعمالها يومي السبت والأحد (اللذين بالتالي نخسرهما عمليا فهما يوما عمل بالنسبة لنا)، اضافة الى عملنا (القطاع الخاص على أقل تقدير) نصف يوم الخميس، فبالتالي نحن نغيب عن ساحة الأعمال الدولية والاتصالات ثلاثة أيام ونصف الينم. بينما اقتراح تعديل عطلة نهاية الأسبوع بالشكل المقترح سيقلص الفجوة ليوم واحد فقط. هناك الكثير من المزايا التي من الممكن تحقيقها نتاج اجراء كهذا ولعل أهمها اعادة هيكلة بعض القرارات بناء على مفهوم انتاجي بحت تراعى فيه مصلحة عليا. في منتصف التسعينات الهجرية تمت اضافة يوم الخميس الى يوم الجمعة لتصبح للدولة عطلة اسبوع مقدارها يومان وتم «تعديل» العادات والاساليب للتكيف مع هذا التغيير الذي حدث وكذلك بدأ العديد من الناس يتعود على اغلاق البنوك لأغلب فروعها يوم الخميس، وهذان المثالان يؤكدان قدرة الناس على التأقلم وقبول التغيير في نمط عطلة نهاية الاسبوع لديهم. وهناك مزايا مهمة ستحدث باذن الله في حالة تطبيق منظومة الدوام الجديدة المقترحة هذه، ولعل أهمها هو تحسين فعالية الاتصال مع العالم الخارجي فيما يخص الجانب الاقتصادي وتقليص الاعطال الناجمة جراء انعدام ذلك. وموضوع تغيير الدوام يتخطى فكرة اضافة يوم أو تغيير يوم، ولكنه يتعلق بقبول فكرة الانصهار والتواصل مع العالم وقدرتنا على التعامل معه على قدم المساواة. نظريا، يبدو أيضا أن هذا التحول من شأنه أن يحسن قدرة الانتاج لدى الموظف وخصوصا المعني بالشأن الدولي، هذا مع عدم اغفال أهمية وضرورة تطوير القدرات التدريبية للموظف وتكثيف الحوافز المنطقية له لتحقيق طفرة مستدامة في الانتاج. دخولنا في منظومة «التوقيت العالمي» سيتيح لنا فرصة قوية وحقيقية لتقديم الخدمات والمنتجات السعودية لاقطار كثيرة في العالم بموضوعية وسوية. فالموضوع يتخطى فقط تعديل دوام لعطلة نهاية الاسبوع ولكنه تحد على قدرتنا في الدخول الى الحلبة العالمية وما يتبع تغيير الدوام قد يلحقه ايضا التحدث في التعليم والمعايير والمقاييس والقضاء والسلطات التنفيذية والشفافية والمساءلة والمحاسبة، وهي كلها قيم هامة ومؤثرة وفعالة تشكل جميعا حجر أساس في بناء القرية الكونية الجديدة. هناك العديد من الفوائد التي سيستفاد منها بصورة مباشرة من اجراء تغيير عطلة نهاية الاسبوع، المهم هو أن تكون لدينا القدرة على القيام بذلك ومتابعة تثبيت النتائج غير المباشرة والتشجيع على استمرارها.