وأخف من بعض الدواء.. الداء!

TT

تحت أي ظروف يمكن تحويل السم القاتل المستخرج من نوع من الاسماك صنف بأنه اشد المخلوقات فتكاً في العالم الى مادة تستخدم في علاج الامراض وفي تسكين الآلام التي يشعر بها المريض بدرجة اقوى من المادة المخدرة «المورفين» بنحو ثلاثة آلاف مرة؟

ونتيجة الدراسات التي اجريت على سمكة من نوع «بافر» تحتوي على نسبة مرتفعة من سم قاتل يمكنه ان يودي بحياة انسان في اقل من ساعة واحدة، نجح علماء صينيون في اجراء بعض الاختبارات على عناصر المادة القاتلة المستخرجة من هذه السمكة ووجدوا ان بها احد العناصر اذا ما تم فصله من المادة السمية فقدت تأثيرها السام، وهذا العنصر الذي يسمى «تيترو دوتكسين»، والذي نجح العلماء في فصله من مادة السم، في علاج مريض السرطان وفي تسكين آلام المرضى.

وفي اعتقاد العلماء ان قرصاً واحداً من هذا الدواء المستخرج من السم للسمنة يكفي لتخفيف آلام المريض لمدة ثلاثة اسابيع، اضافة الى ان هذا الدواء يتفوق على المورفين في انه لا يسبب الادمان لمتعاطيه. وقد حدد التشريح مكان تواجد السم في سمكة الـ«بافر» وهو في اعضائها الداخلية، واشاروا الى ان المادة المستخرجة من سم سمكة واحدة يكفي لصنع ستمائة قرص دواء.

وقد تفاءل عدد كبير من مرضى السرطان في الولايات المتحدة الامريكية، وفي اوروبا، بهذا الدواء الذي يقدم لهم بشرى سارة مفادها التعايش مع مرض السرطان، وبدأت في الصين ملاحظة مدى تأثير هذا الدواء على تسكين آلام المريض المصاب بالادمان في اوائل مراحل علاجه اي في اصعب مرحلة من مراحل العلاج من الادمان.

الطريف ان سمكة «بافر» تعتبر من اشهى الاصناف التي تقدم في مطاعم اليابان ويقبل عليها الكثيرون هناك بالرغم من احتمال الاصابة بالتسمم بسبب تناول هذه السمكة اذا تم اعدادها بشكل خاطئ.

وفي هذه الحالة يصدق قول شوقي: وأخف من بعض الدواء الداء.