الرجولة تتدهور.. الرجولة في خطر.. الرجال يفقدون اهم خصائصهم.. الرجال يهاجمون النساء لانهم فقدوا رجولتهم.. هذا هو محتوى الكتاب الخطير الذي اصدره الطبيب النفسي أنتوني كلير وأثار ضجة واسعة.
ففي رأي كلير ان الحياة المعاصرة في الدول المتقدمة افقدت الرجال خصائصهم الجسدية والنفسية والاخلاقية ايضا.. وان الرجل البسيط في الغابة او الصحراء هو اكثر رجولة من ملوك المال والصناعة والتجار والموظفين الجالسين وراء مكاتبهم.. كل شخص يسهم في حركة الحياة المعاصرة.
وللدكتور كلير برنامج ناجح في الراديو اسمه «على كرسي الطبيب النفسي».. ولانه استاذ علم النفس بمستشفى «سانت باتريك» في دبلن، فهو يملك الخلفية الاكاديمية اضافة الى الممارسة مما جعله رجلا له وزنه في عالمه الطبي.
وكتاب «الرجولة في خطر» يتحيز فيه المؤلف للمرأة، ويقول ان الحرب التي لم تضع اوزارها بعد بين الرجل والمرأة، لها سبب واحد هو خوف الرجل من المرأة.. ولهذا فهو يحارب تقدمها ويشوه سمعتها، وينسب لها نقائص ليست فيها.. ولهذا فإن الرجل لا يريد ان يرتبط بالمرأة طول الوقت لانه في النهاية سوف يعترف بالهزيمة.. ولهذا فهو يريد ان يظل اعزب وأباً في نفس الوقت.. او يتبنى طفلا او يطلق زوجته ويترك اطفاله لها.. او يصبح شاذا يتزوج رجلا مثله.. انه هارب طول الوقت من القيام بواجبه كزوج وأب.
ويقول د. كلير ان العالم المتقدم اوضح للرجل حقيقته.. انه في ازمة شديدة بعد ان استطاعت المرأة ان تصل الى المناصب العليا.. وان تصبح في مركز القرار في كثير من الحكومات والمؤسسات.. وبفضل تكنولوجيا التلقيح الصناعي لم تعد للرجل اهمية في انجاب الاطفال.. وان الرجل يفقد دوره، ولهذا فإن حالات الانتحار بين الرجال تزيد معدلاتها سنة بعد سنة.. وفي بريطانيا مثلا انتحر ستة آلاف شاب في عام 1999.
كذلك فانه في المجتمعات المتقدمة ارتفع معدل الطلاق.. وأصبح الفرد الاعزب هو القاعدة والزوج هو الاستثناء.. ولهذا فإن مزيدا من الاطفال المرضى نفسيا وصحيا يضعون المجتمع القادم في خطر.. كما ان المطلقة ستحتاج الى العمل لكي تعول اطفالها.. وستشعر هذه المرأة بالعبء النفسي والبدني وتسوء حالتها الصحية وقد تسيء من دون وعي الى اطفالها ومجتمعها.
ان كتاب د. كلير شديد الاهمية، ولهذا سوف نناقش ما فيه غدا بإذن الله.