الرجولة في خطر؟ (2)

TT

تحدثت امس عن كتاب «الرجولة في خطر» لمؤلفه البروفيسور انتوني كلير استاذ علم النفس في مستشفى «سانت باتريك» في دبلن وصاحب برنامج «على كرسي الطبيب النفسي».

وقلنا ان كلير يرى ان الرجولة في العالم المعاصر في خطر.. فقد بدأ الرجال يفقدون خصائصهم كرجال وأزواج.. وتحولوا الى عزاب سكارى او شواذ مما ادى الى تحطيم الاسرة كما عرفتها البشرية خلال آلاف السنين.. وظهر جيل جديد من الشبان والاطفال لا يعرفون معنى الاسرة بلا اب ولا ام ويتحولون الى الجريمة والعنف.

فما هو الحل؟

يقول الدكتور كلير ان متاعب المرأة بل والعالم تنشأ او نشأت من عدوانية الرجل التاريخية ضد المرأة ورغبته في السيطرة عليها، وقد استطاع ان يفعل ذلك حتى بدأت المرأة تستيقظ وترفض وتطالب بحقها في الحياة.. ولهذا فإن اول ما يجب ان يفعله الرجل ان يتخلص من نظرته التاريخية و«العنصرية الى المرأة.. وأن يتخلى الى حد ما عن «عمليته» في الحياة بأن يكون اكثر رقة، واكثر تعبيرا عن مشاعره نحو المرأة وهي مشاعر الحب والاحترام والتقدير.. وان يعيد الى الحياة القيم التي تربت عليها الجيال.. قيم الحب والعائلة والعلاقات الاجتماعية مع الاصدقاء والجيران.. وبدلا من ان يحطم رجولته في السباق المجنون للحصول على المادة والسلطة يعطي جانبا كبيرا من حياته لبيته ولزوجته ولابنائه. وهو بهذا يسترد رجولته.

وبالطبع واجه كتاب «الرجولة في خطر» الذي نشر على حلقات في «الصنداي تايمز» كثيرا من ردود الفعل الناقدة والعنيفة لانه هاجم الرجال لصالح النساء وليس لصالح الحقيقة وقال النقاد ان كلير اصدر فرماناته بمهاجمة الرجال بناء على الحالات التي رآها في عيادته وفي المستشفى الذي يعمل فيه.. اي ان من رآهم هم مرضى وليسوا اشخاصا عاديين.. فهو بهذا وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه فرويد عندما تصور ان الناس كلهم مرضى بالجنس والعصاب بناء على المترددين على عيادته.

ويقول قارئ في رسالته الى «الصنداي تايمز»: لقد تصور كلير انه سيروج لكتابه اذا كشف للرجال عن حقيقة وضعهم في هذا العصر وانهم سيختفون كرجال لان المرأة ستقوم بأدوارهم وكل هذا غير صحيح فنحن ما زلنا ازواجا وآباء صالحين وما زلنا نذهب الى مدارس ابنائنا للاطمئنان على تقدمهم وما زلنا نخرج مع زوجاتنا للتسوق.. لقد احدث كلير ازمة بدون لازمة.. ونحن الرجال نرفض ما وصل اليه.

هذا هو الكتاب وهذه هي ردود الافعال فاختر مكانك!