الإنترنت.. صديقا!

TT

كتابات كثيرة تكتب متهمة جهاز الكومبيوتر وشبكة الانترنت الدولية بالكثير من الاتهامات منها انها تؤدي الى العزلة الاجتماعية بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها الانسان معها والتي تنجم عنها مشاكل نفسية. لكن دراسة حديثة نشرت مؤخرا تؤكد ان للانترنت فوائد كثيرة برغم كل ما يقال ويكتب عن الاضرار السلبية للبريد الالكتروني، احد وسائل الاتصال الالكترونية.

الانترنت قد تكون مصدر شفاء للبعض الذين يعانون من مشاكل نفسية وعاطفية واجتماعية، فعلى الشبكة يمكن ان يجد الانسان من يساعده ويفهم مشاكله من خلال الالتحاق بالمجموعات البشرية المتوفرة في الكثير من المواقع والتي تقدم الدعم المعنوي والنصح. فعلى سبيل المثال يمكن للزوجة التي تصدم في زوجها الذي يخونها ولا تجد حلا لمشكلتها عند صديقاتها ان تستعين بصديقات اخريات على شاشة الكومبيوتر وعلى شبكة الانترنت.

ومريض السمنة يمكنه ان يفقد الكثير من الكيلوجرامات من وزنه عن طريق مشاركته في برامج التغذية الموجودة على شبكة الانترنت. وكذلك مدمن الكحول عن طريق المشاركة الفعالة في جلسة علاج نفسي تجمع بين حالات ادمان مختلفة قد يبدأ رحلة علاجه من الادمان والعودة الى حياته الطبيعية السابقة على ادمان الكحول.

تخفف شبكة الانترنت الكثير من اعباء الحياة اليومية وحياة الانسان الخاصة، فقد ثبت ان مستخدم الانترنت يستطيع احكام السيطرة على حياته بحيث يخطط لها بشكل افضل من الشخص العادي الذي لا يجيد استخدام الانترنت ولا يتعمق في استخدامها. وقد اثبتت دراسة حديثة اجريت في بريطانيا ان مستخدمي الانترنت اظهروا قدرة اكبر على التواصل الاجتماعي. لكن هذا لا ينفي وجود البعض الذين يسيئون استخدام الانترنت بما ينجم عن ذلك الاستخدام السيئ من الاصابة بأمراض الوحدة والعزلة الاجتماعية.

الانترنت تفيد كثيرا اولئك المحبطين والمنعزلين في مجتمع الصراع الذين يشعرون بالحزن لما يصيبهم من ارتباك في الاوساط الاجتماعية حيث تساعدهم الانترنت في توطيد علاقاتهم تدريجيا مع افراد المجتمع العالمي الذي يعيشون فيه وفي حملهم على تبادل المودات بدرجات مختلفة. اما ما يوجه الى الانترنت من نقد واتهام يتعلق بأضرارها وآثارها السلبية فحتى الآن لم تتم البرهنة على صحة هذه الاتهامات والانتقادات الا في نطاق ضيق ومحدود.