الليكود على يمين شارون

TT

بعد ظهور نتائج الاستفتاء الذي جرى داخل حزب الليكود الإسرائيلي، في الثاني من أيار الحالي، بدا واضحا أن جمهور الليكود، سواء أولئك الذين صوتوا ضد خطة الفصل الشارونية، أو الذين تغيبوا عن صناديق الاقتراع، هم على يمين شارون. ويبدو أن الأسباب التي دفعت هؤلاء الأعضاء إلى رفض خطة شارون تراوحت بين رافض أصلا لإخلاء أية مستوطنات، وبين معاند لا يريد أن يبدو الإخلاء وكأنه نتيجة المقاومة الفلسطينية المسلحة.

لا يمكن إغفال إمكانية أن عددا كبيرا من الأعضاء أحجم عن الذهاب إلى صناديق الاستفتاء في اللحظات الأخيرة بعد وقوع العملية العسكرية الفلسطينية التي أسفرت عن مقتل مستوطنة وبناتها الأربع. ولا يمكن الجزم بأن هدف العملية كان إفشال الاستفتاء، على الرغم من حقيقة أن قسطا كبيرا من ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية مشحونة بالعواطف، وكان متوقعا أن تؤثر العملية على نتيجة الاستفتاء الذي كانت معظم التوقعات السابقة ترجح أن تكون النتائج متقاربة جدا بين الرفض والقبول.

ومن المرجح أن شارون لم يكن يريد أن تحصل خطته على تأييد كبير، وذلك من أجل القول: أنظروا كم هو صعب تنفيذ خطة انسحاب مهما كان ضئيلا. وقد يكون شارون مرتاحا بشكل عام من النتيجة التي خرج بها الاستفتاء، حيث تبين أن هناك في أدراجه خطة بديلة جاهزة تتضمن تقليص عدد المستوطنات التي يتم إخلاؤها ومساحة الأرض التي تعاد فيها عملية إعادة الانتشار، حيث يبدو أن هذه الخطة البديلة تبقي على مجمع غوش عصيون الاستيطاني الكبير الذي سيؤدي بقاؤه إلى تجريد خطة شارون من إي معنى، إذا كان لهذه الخطة أي معنى أصلا.

وأيا كانت الخطط البديلة، وأيا كانت الإجراءات التي سيتم اتخاذها في هذا لشأن، فمن المرجح أن يرفض شارون فكرة حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة تؤدي إلى سقوطه لا محالة. فشارون يعتقد، وقد يكون هذا صحيحا، أن زمنه لم ينته بعد، وأن عليه اغتنام هذه الفرصة الذهبية التي يغيب فيها الفعل السياسي الفلسطيني، بحيث يكون قادرا على تكريس وقائع جديدة ليس من السهل إلغاؤها أو تعديلها مستقبلا. ومن هي تلك العرافة التي تزعم معرفة ما الذي يحمله المستقبل للفلسطينيين والعرب عامة، إن لم تكن هي العرافة سيبيسل التي حين سئلت قالت: أريد أن أموت !!

* كاتبة فلسطينية ـ غزة