رد فلسطيني حاسم

TT

رد حاسم على الاحتلال وعلى اغتيالات القادة الفلسطينيين نفذه الفلسطينيون ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي وادى الى مقتل ستة جنود.

هذه العمليات النوعية وليس غيرها هي ما يؤذي اسرائيل ويحشر شارون في زاوية، فاذا كانت العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين العزل قد نجحت في توحيد الاسرائيليين ووضعت شارون والمتطرفين على سدة القيادة في اسرائيل فان العمليات ضد جنود الاحتلال ستشق المجتمع الاسرائيلي وستطرح اسئلة ملحة وعلى رأسها سؤال استمرار الاحتلال.

اسرائيل لا تتراجع ولا تنهزم الا اذا اصيب جيشها بمقتل. واسرائيل، وعلى رأسها اليمين المتطرف، تفرح بالعمليات التي تستهدف المدنيين وتستخدمها لاستمرار قيادتها لاسرائيل واضعاف كل قوى السلام.

الولايات المتحدة، ووسائل الاعلام العالمي والبيت الابيض ومجلس الامن، لن يستطيع احد منهم ادانة هذه العملية فهي تستمد شرعيتها من قرارات مجلس الامن، ومن حق الشعوب بالدفاع عن نفسها. ومن شرعية اخلاقية لا يجادل احد فيها.

تفوق الفلسطينيون على انفسهم حين لم يردوا بشكل متسرع ومتهور على مقتل الشيخ ياسين والرنتيسي، ولقد كنا نضع يدنا على قلوبنا خوفا من عمليات تستهدف مدنيين عزل وتستخدمها الآلة الاعلامية الصهيونية لإيذاء القضية والاساءة اليها، وكلنا يتذكر كيف كانت صور قتلى المقاهي والمطاعم تنتشر في كل مدن وقرى العالم مصحوبة برفض عالمي لقتل المدنيين وليس هناك من يستطيع ان يدافع عن هذه القضية لأنها قضية خاسرة اصلاً.

العملية الناجحة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي هي ابلغ رد على الاحتلال، وسيجد شارون نفسه في مأزق حقيقي لو أن الفلسطينيين لجأوا الى سلاحين لا ثالث لهما، المقاومة السلمية والمقاومة المسلحة التي تستهدف جيش الاحتلال، وستكشف الايام القليلة القادمة ورطة شارون بمقتل ستة جنود، وستزداد ورطته كلما نجح الفلسطينيون بالابتعاد عن عمليات قتل المدنيين الاسرائيليين وخاصة خارج حدود 1967 والاستمرار في العمليات النوعية ضد الآلة العسكرية الاسرائيلية.

العملية الفلسطينية تستحق الاشادة والتقدير فهي ليست عملاً عدمياً بلا سقف سياسي، بل عملية ناجحة بكل المقاييس العسكرية والسياسية.