الإرهابيون.. سفراء فوق العادة!!

TT

لا اعتقد ان أمة في التاريخ اختطفها مجانينها كما يحدث لأمتنا المسكينة التي يتم تشويه سمعتها وحضارتها بشكل يومي وبوسائل بشعة!!

منذ سنوات ومنذ ان بدأ الارهاب الأسود ارتبط اسم العرب واسم المسلمين بالقتل والسحل وتقطيع الرؤوس وترويع الآمنين. لم يعد احد يسمع شيئا عن اي شيء جميل في حياتنا. لم يعد هناك خبر واحد عن انجاز شخصي او مؤسسي للعرب والمسلمين. لقد اختطف الارهاب ديننا وحضارتنا وقدمنا الى العالم قتلة محترفين وشذاذ افاق!!

الغربيون يعتقدون ان قطع رأس الضحية الاميركي هو عمل موجه ضد الولايات المتحدة وهو تبسيط للموقف، لأن هؤلاء لم يعرفوا عدد الجزائريين من نساء واطفال قطعت رؤوسهم بالسكاكين وهم مسالمون في قراهم واحيانا كثيرة وهم عائدون من صلاة الفجر!! والذين أفاقوا على جريمة 11 سبتمبر في نيويورك لم يكونوا يعلمون بالضحايا المدنيين الذين ذهبوا ضحية نفس الارهاب في القاهرة وصنعاء والرياض وغيرها.

اكثر الأمور اثارة للضحك والحزن معاً قول جماعة الزرقاوي انهم نحروا الضحية الاميركية ثأرا لتعذيب سجناء أبو غريب، ومن يستمع الى هؤلاء يعتقد ان هذه الجماعات الارهابية تقطر انسانية وورعا وخوفا على انتهاك حقوق الانسان، مع ان هذه الجماعات هي التي فجرت وقتلت وانتهكت الأرواح في كل مكان.

بعض هؤلاء الارهابيين يتحدثون عن الديمقراطية وعن خيانة الأنظمة، ونحمد الله ان هؤلاء لا يحكموننا وإلا لكانوا نموذجا للارهاب والقتل والتدمير، ولقد تم تجريبهم تحت حكم طالبان فأفسدوا في الأرض ورعوا تجارة المخدرات وسجنوا النساء، وجربناهم اثناء حكم الترابي للسودان فحولوا اكثر الشعوب العربية وداعة ومسالمة ومحبة لبعضهم البعض الى متقاتلين كارهين لبعضهم البعض!!

نحن امة مختطفة. نحن أمة تشبه ركاب طائرة مختطفة لا حول لهم ولا قوة، لأن بعضهم فضلوا الصمت واللامبالاة، وبعضهم يتحدث عن الارهاب وادانته بصوت خافت، وبعضهم يرفع راية الاسلام ولكنه لا يدين الارهاب الذي يرتكب باسم الاسلام.

كل ابداعات العرب تلاشت وراء دخان الارهاب، وكل ملايين العرب المسالمين الذين يربون اطفالهم بسلام وطمأنينة لم يعد احد يهتم بهم، فالارهاب سيد الموقف والارهابيون اصبحوا سفراء فوق العادة لهذه الأمة المنكوبة لدى كل عواصم الدنيا.