المرأة التي خذلتني!

TT

على وزن الجاسوسة التي احبتني في افلام «جيمس بوند».. احدثكم عن المرأة التي خذلتني ـ فقد تخيلت ـ واظنكم في هذا معي.. ان المرأة هي هذا المخلوق الناعم الرحيم العطوف المحب.. الأم والأخت والحبيبة والزوجة.. الطبيبة والممرضة والمدرسة.. ادوار مهمة في حياة الناس.. ادوار الخير والرحمة والرقة والرأفة.. الى آخره. والمرأة التي خذلتني حطمت هذه الصورة في ذهني وجعلتني أتساءل: هل كنا على خطأ عندما سرنا وراء هذا السراب.. هل أخطأ الشعراء على مر العصور وهم يصورون المرأة المحبة المحبوبة التي تدمع عيناها لو شاهدت طفلاً يبكي.. وتمسح على رأس الملهوف والخائف والمتألم وتمسح بابتسامتها آلام البشر؟

هل كنا مخطئين جميعاً وسرنا وراء السراب؟

الذي دفعني دفعاً الى هذا التساؤل هذه الصور المرعبة التي نشرتها الصحف الاميركية ثم الانجليزية عن تعذيب السجناء في سجن أبو غريب.. جرائم سادية لم تعرفها البشرية حتى في العصور الوسطى.. شذوذ جنسي.. اغتصاب.. تعذيب.. قتل، يقوم بها رجال جاءوا الى الشرق بدعوى نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.

أما المرأة التي خذلتني فهي جنرال في الجيش الاميركي كانت ترأس فريق التعذيب في سجن ابو غريب، واللواء هو أكبر رتبة في الجيش الاميركي فهم لا يعرفون رتبة فريق ولا مشير التي تنتشر في جيوش الشرق الأوسط.

اذن هذه السيدة الجنرال تلقت تعليماً راقياً وتدرجت في المناصب من رتبة ملازم الى رتبة جنرال فلا بد انها على درجة كبيرة من الذكاء والانضباط والاخلاق.

ولكن السيدة التي خذلتني نسيت تعليمها ورتبتها والرسالة التي جاءت تحملها الينا وقادت فرقة تعذيب وحشي سادي انهتها بموت 6 من عشرة مساجين تعساء اوقعهم حظهم العاثر في ايدي هؤلاء الجلادين.

خذلتني السيدة الجنرال لأنني كنت اتصور باستمرار أن المرأة لا يمكن ان تتحول الى وحش سادي اغتصابي شرير.. ولكنها فعلت ذلك فخذلت كل ما بشرت به.. ودعوت اليه ودافعت عنه طول عمري!!