عن أي سجن.. وأي فضيحة.. وأي واجب يتحدثون؟

TT

ربما لا يتردد أي شخص كان متزوجا من إليزابيث تيلور، وخاصة عندما كانت تفضل تلك الأزياء المخططة كجلود الفهود والمزينة بريش النعام، في التعارك مع رمز آخر للجاذبية الجنسية مثل المستر رمي. وربما كان السناتور جون وارنر، وهو في السابعة والسبعين، قد وصل إلى مرحلة عمرية تحميه كليا من كل محاولة ابتزاز تحاول أن تجبره على تقديم اعتبارات إعادة انتخاب الجمهوريين له، على مقتضيات المصلحة العامة كما يراها هو. وقد كشف السناتور الفيرجيني الأنيق عن عمق شعوره بالمصلحة العامة، عندما وحد جهوده مع الأرزوني الخشن جون ماكين، لإسكات «رمي» وغيره من المزعجين الجمهوريين بالكونغرس الذين يصرخون بأعلى أصواتهم بأن جلسات الاستماع العلنية التي تعقدها لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، حول انتهاكات الجنود الأميركيين لإنسانية السجناء العراقيين، تصرف أنظار جنودنا عن أداء واجباتهم.

قال دنكان هنتر، النائب الجمهوري من ولاية كاليفورنيا:

«أعتقد أن مجلس الشيوخ أصبح مشلولا من فرط قوة أضواء آلات التصوير. وأعتقد أن هذا وضع يدعو إلى الحزن».

ثم زمجر بعد ذلك السناتور جون كورناين، من ولاية تكساس، قائلا ان المستر وارنر، ضابط البحرية في الحرب العالمية الثانية، الذي صار لفيتنانت في مشاة البحرية في الحرب الكورية، وسكرتيرا للبحرية على ايام إدارة نيكسون، والمستر ماكين الذي عاش في غرفة من الطين لمدة خمس سنوات في هانوي، ليسا وطنيين.

أما مساهمة السناتور جيمس هوف، الجمهوري من أوكلاهوما، والذي يقول عنه ديفيد بلوتس من سليت، انه يعتبر من «أكثر أعضاء الكونغرس غباء»، فقد كانت هي تأييد ما ذكره السناتور كورناين، والدفاع بصورة مفتقرة للشعور عن الجنود المتهمين بالانتهاكات في أبوغريب، والاحتجاج على من أسماهم «أدعياء الدفاع عن الخير».

ولم ينس السناتور وارنر عما إذا كان يرمي إلى مساعدة الديمقراطيين في الحملة الانتخابية بهذه الأسئلة التي يوجهها عن هذه القضية!

وكان الجنرال أبو زيد قال أمام اللجنة ان جلسات الاستماع ساهمت في إقناع العالم العربي بأن الأميركيين يواجهون أخطاءهم ولا يهربون منها. وبالطبع فإن هذا لا يعتبر صدى لما قاله رامسفيلد أمس الأول. فقد تنبأ بأن الوضع سيصبح أكثر سوءا وعنفا، بعد نقل السلطة في 30 يونيو «حزيران»، مما يمكن أن يضطره إلى طلب أكثر من القوة الموجودة حاليا بالعرق والتي وصل عددها إلى 135 ألفا.

وقال الجنرال ماكين، الذي كان ينادي بزيادة القوات منذ البداية، ان البنتاغون والمدافعين عنه تورطوا في ممارسات سخيفة عندما اعتقدوا أن بإمكانهم إسدال ستار من الصمت حول الأحداث المتفجرة هناك. وقال:

«إنها مسألة زمن فقط قبل أن تبدأ أفلام البنتاغون عن الانتهاكات تتقافز من موقع الكتروني إلى آخر في الإنترنت». وعندما سألته عن تعليق المستر هاسترت عن زيارة والتر ريد، ضحك الرجل الذي عرف فيما سبق بمزاجه الناري، وقال:

«أوه، هم طبعا غاضبون جدأ. إن سخطهم يرجع إلى كوني أصبحت مستقلا منذ فترة طويلة جدا». ولكنه أكد أنه لن يذهب إلى جون كيري وقال: «أنا جمهوري مخلص. وسخط هؤلاء يرجع في غالبيته إلى حملتي لإصلاح التمويل الإنتخابي».

وسألته عما إذا كان المستر وارنر، الذي ساعده على تجاوز تجربته كسجين حرب في فيتنام، والتأقلم من جديد مع الحياة الأميركية، يعد واحدا من الشخصيات المثالية التي يكتب عنها في سلسلة «لماذا تعني الشجاعة كل شيء؟».

قال ماكين بعد أن ذكر أن رفيقه ينطوي على قوة غير عادية:

«إستنادا إلى تجربتي الشخصية، أستطيع أن اقول ان خير وسيلة لتخطي هذه الأشياء وتركها وراءك، هو أن تفصح عنها بأسرع فرصة ممكنة».

«بوشيون» يؤمنون بالانفتاح والمشاركة! يا له من مفهوم طريف!

* خدمة نيويورك تايمز