أين تختبئ العدالة!

TT

أين توجد العدالة؟! أو أين تختبئ؟ هل هي في نصوص القانون؟ أم في ضمير القاضي؟! هذه هي الفكرة المحورية في فيلم امريكي شاهدته بعد بدايته بقليل بطولة «مايكل دوجلاس» ولا اعرف اسماء بقية الممثلين.

نحن نتعرف على القاضي ستيفن ـ وهو زوج وأب لطفلين ـ اشتهر ستيفن بتمسكه بنصوص القانون.. وتقع سلسلة من جرائم القتل كل ضحاياها من الصبيان.. ويثور الرأي العام والشرطة عاجزة عن الامساك بالقاتل أو القتلة.. وذات ليلة يستوقف رجال الشرطة سيارة «فان» يقودها شخصان مريبان.. ويسأل الشرطيان عن رخصة السيارة.. ورخصة القيادة.. والوثيقتان قانونيتان.. ويسأل رجل الشرطة مكتبه عن رقم السيارة فيكون الرد ان عليها مخالفتين لم تدفعا.. ويقرر الشرطيان تفتيش السيارة وتقع المفاجأة.. حذاء لصبي غارق في الدماء.. وتقوم الدنيا.. ويتضح من الفحص ان هذه الدماء من فصيلة دم أحد الصبيان الذين قتلوا مؤخرا.. ويقدم السائق وزميله الى المحاكمة بتهمة قتل الصبي وبالتالي سلسلة جرائم القتل التي تمت قبلا.. ولكن دفاع المتهمين بنقطة قانونية وهي ان تفتيش السيارة لم يكن قانونيا فلم يكن هناك داع للتفتيش ما دامت الرخص على ما يرام.. وكانت ممثلة الدفاع ضعيفة.. ورغم احتجاج الحضور ووالد الصبي القتيل فإن القاضي ستيفن (مايكل دوجلاس) يحكم باخلاء سبيل الشخصين لعدم قانونية تفتيش السيارة.

ويفاجأ ستيفن بدعوته الى اجتماع سري يشهده 9 من كبار القضاة الذين كونوا جماعة تنفذ الأحكام على المتهمين بالقتل اذا نجحوا في الافلات من العقاب لثغرات في القانون.. وبعد محاورات عاصفة يتم الاتفاق على قتل المتهمين اللذين برأهما ستيفن ويوافق على ذلك.. ويتم تكليف قاتل محترف بتنفيذ الحكم فينطلق خلفهما.. ولكن فجأة يقبض على ثلاثة اشخاص يعترفون بأنهم قتلة الصبية ومنهم الصبي الأخير.. ويجد ستيفن نفسه في مأزق فسوف يقتل شخصان بريئان.. وهكذا يسارع بمحاولة انذارهما، ولكنهما يتصوران انه قادم لغرض الابلاغ عنهما لأنهما يقومان بتصنيع المخدرات.. وبعد مطاردات عنيفة يظهر القاتل المحترف ليقوم بقتل الرجلين.. ولكن في الوقت المناسب يظهر مفتش الشرطة ويطلق النار على القاتل المحترف.

والمعنى واضح.. ان العدالة موجودة في النصوص القانونية ولا يصح لأحد ان يقيم نفسه قاضيا أو ينفذ حكما لم يصدره القاضي.. وبمعنى آخر من الأفضل ان يفلت متهم على ان يقتل بريء.