إنها.. مسألة توارد خواطر!!

TT

أكثر ما يخيف الاسرائيليين هو تشبيههم بالنازيين، لكن الحقيقة تقول ان العقوبات الجماعية وهدم المنازل وتدمير نفسية الناس لا جنسية لها، فالجرائم بحق الانسان واحدة بغض النظر عن المكان والزمان.

وزير القضاء الاسرائيلي يوسف لبيد تذكر جدته عندما شاهد صورة العجوز الفلسطينية تحبو على ركبتيها بحثاً عن ادويتها التي ضاعت بين انقاض منزلها الذي هدمته اسرائيل، وجدة الوزير الاسرائيلي هي احدى ضحايا الهولوكوست.

الوزير ارتعب بعد ذلك عندما اتهم بانه يشبه الاسرائيليين بالنازيين، ولذلك سارع الى القول «لم اقصد تشبيه اسرائيل بالنازية، ولكنه مجرد توارد خواطر»!!

الحقيقة تقول ان الصهيونية المعاصرة ودولتها اسرائيل والنازية تختلفان في التفاصيل وتتفقان في الجوهر. ومن الصعب ان نقول ان أدولف هتلر مجرم ـ وهو كذلك بالتأكيد ـ ثم لا نقول ان ارييل شارون مجرم. فشارون نفسه مارس الهولوكوست الاسرائيلي في مذابح صبرا وشاتيلا، والفرق بينه وبين هتلر هو ان هتلر أرسل جنوده لقتل الناس، بينما مارس شارون المهمة بيده.

اليهود ضحايا هتلر اصبحوا قتلة، لقد تعلموا من قاتليهم فنون إذلال الناس. وبدلاً من ان يتعلموا من جريمة هتلر في حق اليهود اعادوا تمثيل الجريمة على غيرهم، ولكنهم فعلوا ذلك مع تغطية إعلامية رائعة على مستوى القارات الخمس، حيث استطاعوا ان يمارسوا القتل ثم يوظفوا الاعلام العالمي للدعاية لهذا القتل وتبريره باسم الدفاع عن النفس أو بالصمت الأسود ضد جرائم القتل الجماعي.

ما هي الجرائم بحق الانسانية اذا لم تكن تدميرا لقرى كاملة، واقامة دولة على انقاض تجمعات بشرية مارسوا ضدها القتل الجماعي والحرق، ثم احتلوا البقية الباقية من ارض فلسطين واستمروا في مسلسل القتل والتدمير وإذلال الناس والتضييق عليهم، ومع ذلك يظل وزير القضاء الاسرائيلي يردد «انها مسألة توارد خواطر وليست محاولة لتشبيه النازية باسرائيل المعاصرة».

في كل قارة وفي كل عاصمة، هناك خلايا نائمة اعلامية صهيونية تقتنص كل من ينتقد اسرائيل وتلقي عليه بالتهمة الجاهزة «معاداة السامية»!! ولذلك يُصاب كثير من السياسيين والاعلاميين والمثقفين في العالم بالخوف الحقيقي من الآلة الاعلامية الاسرائيلية. لكن السؤال المهم والمحرج.. إلى متى يمكن التفرقة بين الصهيونية والنازية.