حماية المسلمين بأموالهم

TT

مثلما نكافح التدخين والآفات الأخرى بشيء من التوعية والرعاية الصحية والعلاج، يجوز لنا ان نفعل الشيء نفسه ضد الإرهاب الذي أساء إلى كل مسلم على هذه الأرض. لا بد من شفاء النفوس والعقول من إدمان وهوس التطرف الذي أصاب مرضه اطرافا في مجتمعاتنا. وإذا كان من خصم للإسلام بالدرجة الاولى فهو التطرف والمتطرفون.

والكتيبة المعنية بمحاربته هم الدعاة انفسهم وبأموال اهل الخير نفسها. واجبهم تعميم الاسلام الوسطي، ودعم الدعاة المعتدلين ببرامج دعوية تنويرية تذكر الناس ان اول عدو ظهر لدولة الخلافة الراشدة كان الخوارج، وهم المتشددون الذين أباحوا قتل اخوانهم باسم الإسلام.

بعد 14 قرنا نرى التاريخ يعيد نفسه، وما فعله الخوارج في الجزائر، التي ارتوى ترابها بجرائم المتطرفين، ويفعل مثله في العديد من الدول الاسلامية، يضع الجميع امام مهمة خطيرة، مواجهة الخروج الجديد. ولأن هؤلاء الخوارج حاولوا استغلال أموال المسلمين تحت مسميات جهادية ثبت للكثيرين زيفها، قتلت من المسلمين اكثر من غيرهم، فان واجب هذه الجمعيات ان تقوم باستدارة فتدعم الحملة التوعوية ضد التطرف، فالخوف على المسلمين اليوم ليس من خارجهم بل من خوارجهم، وحان وقت إنقاذ الاسلام من المسلمين المتطرفين وإنقاذ سمعة هذا الدين الذي لطخته افعالٌ ما كانت تخطر على بال احد، وكما قال اكثر الداخلين في الاسلام شهرة في العالم، محمد علي كلاي، عندما زار موقع دمار برجي التجارة العالمي في نيويورك، الذي صار رمز اعتداء المحسوبين على الاسلام في هجمات 11 سبتمبر، قال بحزن: ليس هذا الاسلام الذي عرفته. ونحن نقول للآخرين الشي نفسه، هذا ليس الإسلام الذي يحرم قطع الشجر المثمر، ويحث على رعاية حتى الحيوانات، ويعلن أن الدين المعاملة.

الاسلام شوهت صورته ودمرت قواعده في الخارج بفعل هؤلاء، وقد ارتبطت سمعتهم في العالم بالدعاة والجمعيات الخيرية الاسلامية، وحتى ينقذ الدعاة والجمعيات سمعتهم من هذا التحامل الذي نرى جميعا تبعاته، فان واجبهم، وواجبها، ان تتصدى للتطرف وتحاربه بمنابرها وأموالها، لا أن تتفرغ لرد الكيد والدخول في جدل عقيم مع المدعين عليها. واذا لم يتجه الدعاة الى محاربة المتطرفين فمن سيفعل؟ وإذا لم يخصصوا بعض أموال المسلمين الذين اعتادوا التبرع بها بأريحية فمن سيدافع عن هذا الدين المظلوم؟ انهم يدافعون عن انفسهم وعن نشاطاتهم بهذا العمل. والاكيد اننا نمر بمحنة عظيمة، خاصة بعد أن ثبتت نيات هؤلاء ووصلت جرائمهم إلى عقر دارنا، ولم يعد هناك شك في خطورة الفكر المتطرف.

[email protected]