لا للتجريح

TT

التصريحات التي اطلقها المخرج التلفزيوني السوري نجدة اسماعيل انزور، عن الدراما المصرية لم تكن تليق ابدا بمخرج وفنان بحجم انزور.

نجدة انزور قال لـ «الشرق الأوسط» ان انتشار الدراما التلفزيونية السورية ورواجها على المستوى العربي هو خطوة جيدة لايقاف ما اسماه باستعمار الدراما المصرية.. وهو تعبير غير لائق من دون شك، لكننا يمكن ان نأخذه بحسن نية، لولا ان انزور تمادى في الاساءة الى مصر والى الفن والشعب المصري عندما استشهد على تحيز المصريين بقوله «المصريون يقولون في مسلسلاتهم مصر ام الدنيا، بينما نحن لا نقول في مسلسلاتنا ان سورية هي ام الدنيا»! انني لا افهم لماذا يلجأ فنان ومبدع كنجدة انزور الى هذه اللغة، ولا اعرف لماذا يتعمد التجريح والاساءة الى بلد عربي كبير كان ولا يزال يحتل موقعا رياديا بارزا بالنسبة للأمة العربية.. اذا كان انزور يأخذ على الاعلام المصري تحيزه، فالحقيقة الواضحة للعيان تقول بأن التحيز الذي قد يصل احيانا الى حد الشوفينية، ليس حكرا على مصر والمصريين، لكنه داء اصيبت به معظم الاقطار العربية.. ويكفي للمشاهد ان يقوم بجولة في المحطات العربية الرسمية ليدرك ان كل بلد عربي اصبح يدعي لنفسه حق الريادة والقيادة.

لقد كان الاولى بأنزور ان يبدي سروره برواج الدراما السورية وبمنافستها للدراما المصرية، حرصا منه على تحقيق اكبر قدر يمكن من التعدد الذي يصب في مصلحة الجمهور العربي في المقام الاول.. اما ان يستخدم هذه الظاهرة لمهاجمة بلد عربي آخر، فهو ما لا يمكن ان يكون مقبولا، خصوصا ان الجمهور العربي لم يتعرض لأي نوع من انواع الضغوط ولم يضربه احد على يديه، ليتابع الدراما المصرية طوال هذه السنوات.

على الاقل هذا ليس هو الوقت المناسب لنطعن بعضنا بعضا.