التصعيد الإيراني.. وماذا بعد!!

TT

أصبحت السياسة الخارجية الايرانية تثير الشكوك وعلامات الاستفهام لدى المراقبين متسائلين عن سر التصعيد الايراني مع كل الاطراف وفتح جبهات متعددة في آن واحد.

هل هناك داخل ايران من يخطط لهذا التصعيد، لاهداف تتعارض مع مصالح ايران، او خدمة لاطراف غير ايرانية؟ هل هو التطرف الذي لا يرى ابعد من أنفه ولا يريد ان يفهم العالم ويعتقد ان الحرب مع طواحين الهواء هي حرب حقيقية. ألم يتعلم الايرانيون من تجربة جارهم العراق في ظل نظام صدام حيث دخل ذلك النظام في معركة مع جيرانه ومع القوى الدولية العظمى حتى وصل الى درجة انه لم يعد له اصدقاء.

عدم التعاون الايراني في الملف النووي سيعزل ايران وخاصة في اوروبا التي هي نافذة ايران على الولايات المتحدة، والوكالة الدولية تتهم ايران باخفاء المعلومات وبعدم التعاون بل وبالتصعيد.

بريطانيا التي حاولت تحسين علاقات ايران بالعالم الخارجي وتحرك وزير خارجيتها بهذا الاتجاه هي التي تمت محاصرة سفارتها في طهران في وقت يعلم العالم كله ان المظاهرات في ايران لا يمكن ان تقوم دون مباركة رسمية.

الكويت التي هي اقرب الى ايران من كل جيرانها قامت فيها السفارة الايرانية بالتدخل في الشأن الكويتي الداخلي وبشكل فج، وقامت ازمة عاصفة اطفأها رئيس الوزراء الكويتي بطريقة «لملمة» المسألة وتبسيطها. والعراق الجار الاهم لإيران يشكو من تدخلات ايرانية ومن اختراقات حدودية، والإمارات التي تعرف مدى تضخم ملف الازمة بينها وبين ايران تفتعل ايران معها ازمة بسبب سفينة صيد، وقطر التي تقيم علاقة ودية مع ايران تقوم طهران بالتصعيد معها وبشكل مبالغ فيه.

مخطئة القيادة الايرانية اذا قرأت العالم بطريقتها الخاصة واستهانت بالمجتمع الدولي وتصرفت وكأنها دولة عظمى تمسك بتلابيب القرار الاقليمي، ومخطئة القيادة الايرانية اذا اعتقدت انها يمكن ان تستمر في التصعيد دون ان تدفع ثمن هذا التصعيد، والامة الايرانية بحاجه الى الخبز والوظيفة والكرامة بعد ان جربت الشعارات والتصعيد ولكن يبدو ان اليمين الايراني لا يدري ماذا يدور في العالم.