جري لفلف مكوني

TT

هذا مثل عراقي يلقى باللغة الفارسية. ووراؤه حكاية طريفة. يقال ان ايرانيا زار صديقا عراقيا له في بغداد، فدعاه للأكلة البغدادية الشهيرة الدولمة، او الملفوف. نظر الايراني للدولمة الملفوفة بورق العنب فسحب يده وامتنع عن الاكل. قال له صاحبه العراقي «أغا، تفضل. أكل طيب». اجابه الايراني في حيرة وشك فقال: «أغا، اكر حيلت نواري، جري لفلف مكوني؟» (اذا لم تكن هناك حيلة في هذا الاكل، فلماذا تلفونه هكذا؟).

اريد الآن ان القي بهذا المثل على الايرانيين وكل من اقام منشأة ذرية وقال انها للأغراض السلمية. اننا معتادون في دول العالم الثالث على الاستعانة بشتى العلماء والخبراء والفنيين الاجانب في اقامة مؤسساتنا الصناعية وصيانتها وتشغيلها. لا نجد في ذلك اي ضير. لماذا نمتنع عن هذا الاسلوب عندما يتعلق الامر بمركز نووي ونلفه بكل هذه السرية؟ اذا كانت النية حسنة، فلماذا نثير شكوك الآخرين وندخل في كل هذه العمليات التفتيشية وكل ما ارتبط بها من قيل وقال؟

كان هناك مركز نووي في العهد الملكي في العراق. وكان هناك علماء انجليز يشرفون عليه. لم يثر المركز اي شكوك او ضجة. اثيرت الضجة التي ادت اخيرا الى غزو العراق لأن صدام حسين لفلف المركز بالسرية. لماذا نسمح لمهندس امريكي او انجليزي ان يركب لنا معملا لصنع الاحذية، او تعبئة قناني الشربت ولا نسمح لهم حتى من الاقتراب لمنشأة نووية؟ الموضوع لا بد ان يثير الشك، ولا بد لمن لا يشك في الموضوع ان يكون مشكوكا في عقله.