الحلال والحرام في الديمقراطية

TT

أثارت اسئلتي الكلاسيكية شتى التعليقات من القراء كان منها سؤال قرطبة عدنان الظاهر على موقع صوت العراق. تقول هل يصح تعذيب معتقل لانتزاع معلومات تتعلق بالارهاب؟ يجيب على هذا السؤال القارئ جاسم السورة ميري بالايجاب. وكذا يعتقد معظم القراء، رأيي الخاص بين بين. اولا، لا يجوز تعذيب شخص لمجرد الانتقام او التنكيل به او جعله عبرة للآخرين. ولا يصح تعذيبه لمجرد الشك به او الظن بانه قد يملك معلومات مهمة تتعلق بالارهاب. لكن اذا توفرت معلومات في انه يملك بالتأكيد معلومات مهمة تتعلق بعمليات ارهابية ضد الابرياء، فاعتقد ان من الواجب استعمال اي اساليب متدرجة لاستخراج تلك المعلومات منه حفاظا على سلامة الابرياء.

وكذا الامر بالنسبة لحق الانتخابات، فلا اعتقد ان الاحزاب او المنظمات التي تؤمن باستعمال العنف داخلا لتنفيذ برامجها او حصولها على السلطة او استمرارها في الحكم او لا تؤمن بحق الناخبين في انتخاب بديل عنها او ممارسة حرياته الديمقراطية تستحق منا ان نفتح لها الطريق لتشارك في الانتخابات والعملية الديمقراطية. فهذا هو الخطأ الجسيم الذي وقع فيه الألمان عندما سمحوا لهتلر وحزبه النازي بالمشاركة في الانتخابات والفوز فيها ثم تسلم الحكم بموجب ذلك الفوز. لقد دفعت البشرية ارواح ما يربو على العشرين مليون نسمة ثمنا لتلك الغلطة.

الاخت بلقيس فيلي تعترض على الاستشهاد بكلمات رغد ابنة صدام حسين، بأنها لا تخاف من الموت لكنها تخاف من الفضيحة «ضمن عمود» من اقوال الاسبوع. اعتقد ايتها الفاضلة انني فهمت من هذه الكلمات غير ما فهمته انت. فقد كان فهمي لهذه الكلمات انها تقر بأن فضائح أسرتها أهول من الموت. وهذه مناسبة لاشرح فيها للقراء بأن ما اختاره لاقوال الاسبوع لا يقوم على ما في القول من حكمة او عقل او موعظة او ان القائل حكيم فيلسوف. مثلا انا كثيرا ما استشهد بجورج بوش. اختار هذه الاقوال لما فيها من مفارقات وتناقضات وغرابة وفكاهة وطرافة.

يعلق الاخ مهيار آل شاهين على قولي بأني لم اكسب من كتاباتي غير العداوات ثم يثني على ذلك فيروي انه صادف رجلا هجم عليه جمع من الناس بالسكاكين والهراوات بشكل أليم وصفه لخاله. فسأله خاله، ومن كان هؤلاء الناس الذين انهالوا عليه بالضرب؟ فاجابه بانهم كانوا مجموعة من السفلة الكيولية. فقال له خاله: جئني به فأنا احتاج لرجل أمين وشريف ليشتغل عندي. تعرض هذا الرجل لهجوم من مثل هؤلاء الناس يدل على انه شريف وابن حلال يمكن الاعتماد عليه.

ثم يختتم السيد مهيار رسالته فيستشهد بكلمة للامام علي: «كلمة الحق لم تبق لي على صاحب».