حلول معقولة لمشكلة ضخمة!

TT

رعاية المسنين تمثل مشكلة كبيرة في المجتمع الياباني الذي لديه نسبة عالية من المسنين تبلغ 19% من تعداد السكان، ومن المتوقع ان تصل هذه النسبة في عام 2050 الى 36% وما يزيد من تفاقم المشكلة في اليابان تذمر المرأة اليابانية العاملة من رعاية الأهل من المسنين في الوقت نفسه الذي لا تتسع فيه دور المسنين الموجودة في اليابان حاليا لاستيعاب الاعداد الكبيرة من كبار السن الراغبين في الالتحاق بها.

وفي اطار سعي اليابان الدائم الى ايجاد حل لهذه المشكلة، قامت الشركات اليابانية بابتكار أجهزة متقدمة لخدمة ورعاية المسنين احدثها غسالة لاستحمام المسن يمكنها تنفيذ الاوامر الشفوية بالاضافة الى قيامها بعملية تدليك اثناء الاستحمام، ومن الاجهزة الاخرى المقصود بها تسيير سبل الحياة للمسن جهاز البنطلون الآلي الذي يعمل بالبطارية ويساعد كبار السن على التجول والمشي من دون الحاجة الى الاعتماد على الآخرين، وايضا انسان آلي مزود بكاميرا وهاتف يستعمله الأبناء اثناء وجودهم في اعمالهم لرعاية والديهم المسنين.

وفي الوقت الذي تريد فيه الفلبين وتايلاند المشاركة في حل مشكلة المسنين في اليابان عن طريق عرضهما على الحكومة اليابانية توفير الآلاف من الممرضات لها، وهو الامر الذي قوبل بالرفض من الحكومة اليابانية التي تفرض قيودا مشددة على اصدار تأشيرات العمل، ومن ناحية اخرى يمارس اتحاد الممرضات اليابانيات ضغوطا على الحزب الديمقراطي الحاكم لمنع السماح بدخول اطباء او عاملين في مجال التمريض.

الطريف ان بعض السياسيين اقترحوا لحل هذه الازمة تصدير المسنين الى تايلاند والفلبين، وهو حل بالطبع لن يلقى تأييدا شعبيا، كما ان بعض المسنين في اليابان يفضلون الاستعانة بالاجهزة المتقدمة الحديثة على التعامل مع ممرضات اجنبيات برغم ان تكلفة الاجهزة أعلى بكثير من تكلفة الممرضات، لكن هناك ايضا من بين المسنين العاطلين من يفضل حنان العنصر البشري ممثلا في الممرضات الجميلات على التعامل مع الآلات الباردة الفاقدة للشعور.

يذكر ان حصيلة مبيعات اليابان من الاجهزة المتقدمة التي تخدم وترعى المسنين بلغت 4 مليارات دولار، ومن المتوقع ان ترتفع هذه الحصيلة الى 14 مليار دولار في عام 2010 و40 مليار دولار في عام .2025

وفي الواقع ان مشكلة المسنين ليست مشكلة يابانية فقط.. انها مشكلة عالمية ايضا.