أربعائيات: الهمس.. بديل التوحش!

TT

همست الريح في اذن البحر.. فارتعدت فرائص السفينة.. همس الليل في اذن العشاق فتشابكت قلوبهم!!

الهمس.. اجمل وأوضح اللغات. انه اللغة الكونية الوحيدة الممتدة من البحر الى البحر!!

لماذا لا نعلم ابناءنا في الجامعات دروس الهمس، ونعود أطفالنا الصغار ان يكونوا كنسيم البحر حين يهمس للشواطئ، وكالغيوم عندما تهمس لبراعم الزهور!!

الهمس بديل الضوضاء، وخليفة الفوضى على الارض، هو الذي سيملأ الارض طمأنينة بعد ان امتلأت صراخاً، فلماذا تهمس الطيور والفراشات لبعضها البعض بينما يمارس الانسان الزعيق دون شعور بالذنب!!

الهمس هو حضارة بديلة للتوحش، كلما زاد الناس تحضراً قلت عندهم عادة الصراخ والزعيق!

في المدن المتحضرة يمارس الناس فضيلة الاستماع الى الموسيقى بصمت، ويتبادلون الاحاديث على ارصفة المقاهي بهمس، كل الكلمات الجميلة التي يتبادلها العشاق والمطمئنون تتم بصمت، وهمس بينما كل الكلمات الشاتمة والكارهة تمارس بالصراخ على ارضية الشوارع!!

من قال ان اشجار الغابة لا تتحدث مع بعضها البعض، كيف عرفنا ان اوراق الشجرة الواحدة لا تتحدث مع بعضها البعض عندما تهب نسمات الريح على الغابة، ربما لا تكون المشكلة في الشجر، بل في عدم قدرتنا على الاصغاء للاحاديث الهامسة الجميلة.

الهمس يرطب القلوب الجامدة، ويحرك العواطف الكامنة التي تنتظر العاصفة، ويحول الانسان المرتبك الى كتلة من الوداعة بينما يدمر الزعيق صفاء القلوب ورقة المشاعر.

الزعيق مؤامرة ضد الانسان، محاولة متوحشة للقضاء على الخير والعدل والانسانية وكل ما هو جميل في حياتنا.

كل الاسماك الصغيرة الملونة في البحر تهمس لبعضها البعض، كل الزهور تفهم بعضها البعض بالهمس حتى عندما تقتلها الأيادي الخشنة في الحدائق والميادين العامة!

الهمس يا بني البشر هو البديل، هو اجمل البدائل!! اهمسوا لبعضكم البعض.. تطمئنوا!!