اتركوه يلعب!

TT

أجرت مجلة «توب سانتيه» الفرنسية دراسة حول العلاقة بين ذكاء الطفل وبين لعبه سواء في داخل المنزل او خارجه. وفي هذه الدراسة التي اجريت على 4500 طفل تتراوح اعمارهم من 8 الى 12 عاما، انتهت الى انه من المهم جدا عدم فرض قيود على حرية الاطفال في ممارسة اللعب في أي وقت، لأن اللعب يرفع من مستوى ذكائهم ويوسع مداركهم ويعطيهم مجالا ارحب للتفكير والابتكار والاعتماد على النفس وتكوين شخصياتهم المستقلة بذاتها.

وجدت الدراسة ايضا ان الاطفال في فرنسا يقضون اوقاتهم في اشياء غير مفيدة مثل مشاهدة التلفزيون وقضاء وقت طويل في استخدام الالعاب الموجودة في جهاز الكومبيوتر مما يجعلهم مقيدين الى مقعد امام شاشة تلفزيون او شاشة كومبيوتر، بالاضافة الى ان معظم العاب الكومبيوتر لا تتسم بالقدرة على تنمية مدارك الطفل لأنه بمجرد الضغط على المفتاح المناسب في لوحة مفاتيح جهاز الكومبيوتر يحدث كل شيء، والطفل الذي يدمن الجلوس لساعات طويلة امام شاشة الكومبيوتر لا يبذل مجهودا جسديا أو عصبيا وبالتالي يصاب بالسمنة لأنه خلال فترات جلوسه الطويلة تزداد شهيته للطعام وتناول المزيد من الوجبات الى جانب الوجبات الرئيسية.

تشير الدراسة الى ان الاطفال من 6 الى 10 اعوام تنتشر بينهم السمنة والبدانة مما يعرضهم للاصابة ببعض الامراض المزمنة في الكبر مثل امراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كما ان البدانة تؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية للاطفال.

والأسرة التي يقع على عاتقها الدور المهم في حياة اطفالها يتحتم عليها ان تشجع الطفل على الخروج واللعب مع اصدقائه اذا وجدته غير راغب في ذلك، كأن تقوم الأم بالخروج مع طفلها وبصحبتها احد اصدقائه حتى تزيد من حماسه الى الخروج والاختلاط بأقرانه ومشاركتهم اللعب، ويفضل ان تصطحب الام طفلها وصديقه الى اماكن في الهواء الطلق حتى يتنفس الطفل الهواء النقي في الاماكن الطبيعية التي تساعد على بعث الطمأنينة في نفوس الافراد حتى لو كانوا اطفالا لا يدركون شيئا.

وتنصح الدراسة التي نشرتها مجلة «توب سانتيه» الفرنسية أخيرا كل أم بضرورة ان تعطي لطفلها فرصة للخروج الى اللعب حتى ينمو جسديا ونفسيا بشكل طبيعي وسليم.. ببساطة اذا اردتم ابناء اصحاء الاجسام والعقول.. اتركوهم يلعبون كلما أتيحت الفرصة.