القرضاوي متسامح ومتعصب

TT

هاجت الصحف البريطانية لقرار السماح للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بدخول بريطانيا، ووصفته بمفتي الإرهاب وداعية التطرف، وطالبت الحكومة بمنعه أسوة بالولايات المتحدة.

فما هي الحقيقة، هل القرضاوي شيخ متطرف؟

الحق انه في المسائل الاجتماعية يُعتبر من اكثر العلماء تسامحا، لكن عندما يأتي الحديث عن الشأن العام السياسي ينقلب الى مفتٍ آخر، وله سجل معروف. وربما ارتباط اسمه بتنظيم الاخوان المسلمين جعله ينظر الى العالم من نافذة الحزب اكثر من واقع الأمة وقدراتها وحاجاتها. وينطبق عليه ما قاله وزير الشؤون الاسلامية السعودي عن بعض الدعاة وخطباء المساجد، وهو انهم يحرضون الشباب على القتال وهم لم يغادروا بلدانهم، ولا يسمحون لأولادهم بالشيء نفسه. فالشيخ القرضاوي، سامحه الله، كان من أكثر الدعاة الى الحرب والمواجهة لكنه ظل يعيش في قطر في بيت مكيف.

وقد سمعت كلام القرضاوي مدافعا عن نفسه امام هجمة صحافة لندن نافيا انه يحرض بل يحاور، وانه ضد العنف ومع السلم، لكن قوله في لندن لا يطابق قوله في الدوحة، الذي يمكن ان تقرأوه كاملا موثقا على موقعه الإلكتروني.

فقبل اسبوعين اعلن في برنامجه انه ضد اليهود وضد التحاور معهم وانهم جميعا ظلمة. هذا نص كلامه: «اليهود كطائفة ظلمهم واضح بيِّن، يعني ممكن الغرب أقول لك في بعضهم ظالم وبعضهم غير ظالم وممكن ولكن الظلم الواقع من اليهود ظلم كبير وظلم عظيم وظلم لا نظير له وظلم مكشوف.. ولذلك أنا حينما عُرِض اقتراح أن يكون اليهود محاورين في اللقاء المقبل رفضت هذا، قلت لا، لا نحاور هؤلاء وأيديهم ملوثة بدمائنا».

ولو ان القرضاوي قال انه ضد الاسرائيليين لربما فهمنا المعنى، لكنه عمم فقال بجواز التحاور مع المسيحيين وانتقد الحوار مع اليهود. والقرضاوي حر في رأيه، لكن السؤال هو: لماذا يتخلى عن تصريحاته من اجل تأشيرة، فيفعل مثل آخرين تلعلع اصواتهم بمهاجمة الكفار على منابرنا وعندما يقفون في طوابير السفارات تتغير لغتهم؟

والقرضاوي، في الشأن السياسي، يمثل اقصى التطرف بكل اسف، حتى انه سفّه أخيرا منظمة المؤتمر الاسلامي، مفصحا عن رغبته ورفاقه الثوار في الزعامة السياسية قائلا «نحن نريد للعلماء (ان) يمثلوا الأمة»! وطالب بقنبلة ذرية قائلا «حتى ننسلخ من هذا التخلف نصنع قنبلة نووية كما صنعت باكستان، وممكن إيران تصنع ولكن الحصار علينا حتى نظل ضعفاء».

هذه مفاهيمه ولا ادري أي تصريح أصدق، ما قاله في لندن أم ما بثه من قطر؟