إسرائيل.. الحجر المقدس!

TT

زيارة محمد البرادعي الى اسرائيل هي فضيحة اخلاقية للامم المتحدة والولايات المتحدة واوروبا، بل والمجتمع الدولي برمته.

انها اهانة اخلاقية حيث تستطيع دولة عضو في المجموعة الدولية ان تفعل ما تشاء، وان تكسر كل القوانين الدولية والاخلاقية ولا يتجرأ احد باتهامها، او يحاول احد ايقافها عند حد.

جرأة يشكر عليها البرادعي بفتح الملف النووي الاسرائيلي، وصفاقة اسرائيلية منعت اهم شخصية نووية من الاقتراب من مفاعل ديمونا الاسرائيلي، بل ونجحت اسرائيل في عدم اثارة الملف النووي دون أي شعور بالحرج في ظل صمت دولي مخز على ذلك.

لم يحدث في التاريخ البشري المكتوب ان تم تدليل دولة الى درجة إعفائها من أية مسؤولية سياسية او اخلاقية، وفي الوقت الذي يودع فيه المجتمع المتحضر ملف الاستعمار والاستعباد تظل اسرائيل تحتل اراضي الآخرين ولا يتجرأ احد على ان يقول الحقيقة، وفي ظل الحديث عن عالم متسامح وعن عولمة وثقافة قرية كونية تقيم اسرائيل حاجزا عنصريا وجدارا استعماريا في ظل صمت رهيب، وتستمر اسرائيل في ممارسة الاساليب النازية بالعقاب الجماعي والعنصرية ولا يتجرأ احد على ان يقول شيئا.

العالم كله يجب ان يلتزم بالقانون الدولي، والعالم الثالث كله يخضع للتفتيش النووي، واسرائيل وحدها الاستثناء والحجر المقدس الذي لا يستطيع احد ان يلمسه.

في اية عاصمة اوروبية وعندما يتجرأ مفكر او صحفي او اكاديمي بنقد اسرائيل تخرج عليه الثعابين من كل مكان وتقدم له التهمة الجاهزة «معاداة السامية» وتحت هذه الحجة استطاعت اوروبا التي تتمتع بحرية مطلقة ان تمنع كتبا من النشر، ومسرحيات من العرض، واضطر الكثيرون للاعتذار لاسرائيل من تهمة نقد ممارساتها، وقامت التلفزيونات الاميركية بمقاطعة شخصيات سياسية وفينة وثقافية لأنها تجرأت على نقد سياسات اسرائيل، وقام تحالف من البنوك الاميركية بمعاقبة عدد من بنوك سويسرا بسبب اموال اليهود في تلك البنوك.

اسرائيل سيدة العالم، يخافها رئيس اكبر دولة في العالم، كما يخافها رئيس اية جزيرة في الكاريبي.. والعالم بحاجة الى ثورة اخلاقية كبرى من اجل دولة شرق اوسطية صغرى.