لا تأخذي مكتبك إلى البيت!

TT

تتطلب العلاقة الزوجية السليمة والصحية موازنة بين الطموح العلمي والعلاقة العاطفية الثنائية، بمعنى انه اذا كان أحد الزوجين مشغولا دائما بعمله فالطرف الآخر لا شك سيعاني من الوحدة، واذا كان كل منهما مشغولاً بعمله فإن معاناتها تكون بدرجة اقل وان تأثرت العلاقة الزوجية لعدم وجود الوقت الكافي للتلاقي بينهما وللتواصل مع المجتمع.

إذن تتوفر العلاقة الزوجية السليمة والصحية عندما تتوفر عملية توازن بين الحياة العملية والاجتماعية وبين الحياة الزوجية. وعملية التوازن هذه تأتي مع تنظيم الوقت بحيث يكون في مقدور الزوجة العاملة الطموحة ايجاد الوقت الكافي لعملها وبيتها وزوجها، الامر الذي يقوي من أواصر العلاقة الزوجية ويساعد على نموها وازدهارها.

وعلى اية حال، وكما تفيد الابحاث التي تجرى في بريطانيا فإن التوصل الى التوازن بين العمل والطموح وبين الحب في العلاقة الزوجية متاح الآن أكثر منه في الماضي حيث لا يعترض معظم الرجال على نجاح زوجاتهم بل يرون ان المرأة الطموحة اكثر جاذبية، ولذلك فإنه من الافضل للمرأة الطموحة في عملها ان ترتبط برجل ليس اقل منها طموحا في عمله حتى لا يجد في نجاحها ما يضيره او يسبب له أذى.

في بريطانيا في الوقت الراهن جمعيات نسائية نشأت لتقديم المساعدة في حل المشكلات الزوجية الناجمة عن عدم توفر حالة من التوازن بين طموح الزوجة العلمي وبين احراز نجاح على مستوى العلاقة العاطفية مع الزوج. والسؤال الذي تطرحه هذه الجمعيات النسائية في بريطانيا هو: كيف يمكن التوصل الى حالة من التوازن بين الطموح والحب في العلاقة الزوجية بهدف الحصول على الافضل من الاثنين: التحقيق على المستوى العلمي، والتحقيق على المستوى العاطفي؟

ومن التوجيهات التي تقدمها الجميعات النسائية البريطانية للمرأة الطموحة في عملها، ألا تهمل في بداية علاقتها بالرجل في إبلاغه كم هو هام وحيوي ذلك العمل الذي تقوم به، والا تهمل التأكد مما اذا كان الرجل سيتقبل ويفهم اهمية طموحها العلمي بالنسبة لها او انه غير مستعد لتقبله. واذا شعرت المرأة ان الرجل قد يعطل طموحها بعد الزواج فإن عليها ان تحدثه بصراحة ولا تكبت مشاعرها تجاه هذه المسألة حتى لا تشعر بالذنب مستقبلاً اذا تكشف للرجل بعد الزواج ان زوجته اخفت عنه طموحها واهتمامها الزائد بعملها.

من اهم النصائح التي تقدم الى النساء العاملات الطموحات، الا يتحدثن عن اعمالهن لأزواجهن وان تنسى المرأة عملها بمجرد دخولها عتبات البيت، وألا تقع في خطأ الحديث المكرر عن رئيسها لزوجها مهما كان رئيسها يساعدها ويميزها أو حتى يعاديها ويتحامل عليها، وان تغلق كذلك هاتفها المحمول في البيت ولا ترد على مكالمات العمل.. وفي كلمتين.. لا تأخذي مكتبك الى البيت.