أدبيات السيارات (2 ـ 2)

TT

في الزمن الأول كان الناس يتباهون ويتبجحون بخيولهم، ان حصاني يركض 30 ميلا في الساعة، ويجر عشرة أطنان، ويسير يوماً من دون أكل.. وهكذا. تسمع القوم في هذه الأيام، يتكلمون بالأسلوب نفسه عن سياراتهم، وأحياناً حتى عن أزواجهم. انها روح النفاجة والتباهي الاجتماعي، كل يدّعي بأن سيارته أكبر وأسرع وأفخم وهلمجرا. استهزأ البعض من الحجم الصغير لسيارة الـ «ميني كار»، فردّ أصحابها على ذلك بأن لصقوا على شباك سياراتهم بطاقات تقول: «لا تحتقرني، فعندما سأكبر سأصبح رولز رويز!».

وتسوق سيارتك الفارهة فتجد أمامك سيارة فيات الصغيرة، فترثي لصاحبها وتحتقر شأنه حتى تقترب من سيارته عند إشارة المرور، فتقرأ هذه البطاقة على الشباك الخلفي: «سيارتي الأخرى مرسيدس 220».

المعتاد أن تحمل الشاحنات الكبرى لوحات تحذير تقول: «احذر!، مركبة طويلة ـ 20 مترا». سخر أصحاب السيارات الصغيرة من ذلك، فلصقوا على سياراتهم بطاقات تقول: «احذر!، هذه سيارة صغيرة، الطول متران!».

ومن البطاقات الظريفة والمفيدة بعين الوقت، بطاقة تقول: «إذا استطعت أن تقرأ هذا، فإنك قاب قوسين من الاصطدام!».. ومثل ذلك بطاقة تحذر اصحاب الشاحنات العملاقة، التي كثيراً ما تسير فوق السيارات الصغيرة الواطئة من دون أن ينتبه سائق الشاحنة إلى ما حدث، تفادياً لخطر وقوع ذلك، تقول البطاقة الملصقة على السيارة: اذا اختفيت عن انظارك فاعلم اني تحتك».

التحذير من الاقتراب والاصطدام بالكثير من البطاقات الظريفة. هناك البطاقة التقليدية: «احذر رجاء!، هناك طفل في هذه السيارة». لعب آخرون على هذا الوتر فكتبوا: «احذر رجاء!، هناك طفل يولد في هذه السيارة!». ومضى بعضهم فكتبوا: «احذر من الاصطدام بنا، قد تكون ابنتك معي في هذه السيارة!».

تسبب الأنوار العالية القوية إزعاجاً كبيراً لسائق السيارة التي أمامها وتشوش على بصره، وللتحذير من ذلك رأيت بطاقة على سيارة أمامي تقول: «اخفض أنوار سيارتك رجاء، استر على أعراض بنات الناس!».

انه عالم جديد من عوالم الأدب، أدبيات السيارات وبلاغاتها تنتظر من يجمعها ويصنفها وينشرها ضمن موسوعة جديدة يتسلمها الزبائن عند شراء أي سيارة جديدة مع دليل السيارة وقائمة أدواتها الاحتياطية.