في البدء كانت الطفولة.. ولا شيء غير الطفولة!!
احدق في عيون الاطفال فاشتم رائحة الامل بعوالم اجمل، وزهور ملونة، وبحار تحنو على القوارب الصغيرة!!
البسوا اجمل ثيابكم عندما تقابلون الاطفال... انهم رمز التألق والتأنق، وانسجام الالوان، وتنوع الفراشات البرية!!
تحدثني عيون الاطفال.. لا فرق بين طفل في بغداد او صنعاء او نيجيريا، تخبرني عيونهم ان العالم بخير، ان عصر الطفولة هو سيد الموقف.. ان زمناً طفولياً لا تعرف القلوب فيه سوى المحبة.. تنهار فيه جدران العقول الملوثة.. وتتراجع فيه الكراهية.. وينتشر فرح كبير في شوارع المدينة واسواقها وحواريها وقلوب اهلها.. ان زمنا كهذا قادم لا محالة رغم اسراب الجراد الاصفر والغربان السوداء!!
تقول عيون الاطفال انه لا فرق بين الوان الناس ومعتقداتهم، وتنوع موسيقاهم والوان ملابسهم واختلاف احلامهم الصغيرة، وان وسخ الدنيا لا يساوي دمعة في عين طفل محروم.. تقول ان القلوب الصغيرة هي التي تحفظ هذا الكون وتعطيه توازنه وتمنع النيازك الكبيرة من السقوط وتوقف البحار عن رغبتها الدائمة باجتياح اليابسة وتزرع شجراً كثيراً وخيراً كثيراً ومحبة كثيرة.. في البدء كانت الطفولة!!
ليتنا لم نكبر. ليت لدينا الاختيار.. فلا اختيار اجمل من زمن الطفولة.. ليت لنا اخلاق الطفولة.. تسامحها.. قلوبها الصغيرة ابتسامتها البريئة.. لهوها الجميل!!
ليتنا نعيش عصر الطفولة.. عصر الشجيرات الصغيرة والبراعم التي لم تتفتح بعد.. والطيور الصغيرة التي لم تهجر اعشاشها بعد.. والخيول الصغيرة الجامحة التي لم تدخل السباقات الطويلة بعد!! ندخل عصر النقاء الجميل.. هل من حقنا ان نحلم؟ اعتقد ذلك!!