جذور العنف!

TT

يطرح كتاب «رجل المستقبل» لمؤلفه طبيب الاطفال الدكتور إلي نيوبرجر السؤال: هل نخشى من اولادنا؟ اذا كانت الاجابة بنعم فذلك هو الاخفاق ذاته الذي يرجع اليه السبب في معظم الجرائم التي يرتكبها ولد صغير او رجل ناضج، ويضرب المؤلف مثلا لانحراف الولد الصغير بمأساة الطفل الذي فتح النار على زملائه بالمدرسة فقتل واصاب الكثيرين. اما المثل الثاني الذي يورده المؤلف لانحراف رجل ناضج فهو الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي وصفه بأنه صاحب سلوك جنسي منحرف.

يقول المؤلف انه ليس من المطلوب زرع بوصلة اخلاقية داخل اولادنا ولكن المطلوب هو ان نغرس بداخلهم صفات يمكن ان تقود الابناء الى الطريق السليم وتحميهم من الانحراف مثل: اللياقة، العدالة، التضحية بالنفس، التعاطف، الاحترام، الاخلاص، التعاون، الاحساس بالمسؤولية، الامانة، الشرف.

هذه الصفات التي يتعين غرسها في نفوس الاولاد والبنات تختلف طريقة قيام الاب والام في غرسها بالاولاد والبنات لأنه اذا نظرنا الى تركيبة مخ الذكر فإنها تجعله ضعيفا اكثر من ناحية الاخلاقيات. كذلك يتجه الولد لأنماط سلوكية تتصل بالمخاطرة والعنف الجسدي اكثر من البنت.

اذا كان من المتعين مساعدة الاولاد في تهدئة نفوسهم لكي يتعاملوا مع المواقف المختلفة التي تواجههم بحكمة اكثر وعنف اقل، فإن العصر الراهن الذي نعيش فيه يزيد من عنف الاولاد عن طريق الافلام والعاب الفيديو والكومبيوتر وما تتضمنه من أفكار غير مستعدين للتعامل معها بالطريقة السليمة.

يرى الدكتور إلي نيوبرجر ان وظيفة الاب الرئيسية هي تربية الاولاد خاصة في مرحلة المراهقة، في حين ان وظيفة الام تتركز في تربية الاولاد في السنوات الاولى، وان الاب له الدور الاساسي في تشكيل شخصية رجل المستقبل، ويؤكد ان تربية الاطفال بوجه عام تجربة روحية يحاول من خلالها الآباء والأمهات ربط الاولاد والبنات بالعالم من حولهم من دون أي إيذاء يقع عليهم او على الآخرين.