الإرهاب.. معركة شاملة

TT

كيف يمكن لانسان ان يأكل ويشرب بل ويصلي لله وهو يضع رأس انسان في ثلاجة منزله!

هذا الذي كشفت عنه أحداث الرياض حين هاجمت الشرطة منزلاً للارهابيين فوجدت رأس المواطن الاميركي جونسون في الثلاجة، يدل على ان الارهاب قد نجح في صناعة نفوس مريضة، وعقول عشش فيها الفكر الشاذ، وقلوب فقدت انسانيتها وغاب عنها مفهوم الرحمة.

أية تربية شاذة أوصلت شباباً مسلمين الى هذه القناعات، وأي فهم شاذ لكلام الله ورسوله، وأي مصدر يمكن ان يسمح بهذا الشذوذ والخروج مما ألفه البشر بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم! وكيف لانسان مستقيم وتتوفر فيه الحدود الدنيا للانسانية القيام بقطع رأس انسان، ثم وضع رأسه في ثلاجة منزله!!

نجاحات الامن السعودي في مواجهة الارهاب واضحة، ولكن ماذا بشأن النجاحات الاخرى المطلوبة، نجاحات المدرسة والبيت والمسجد. كيف يمكن ان ننشر فكر التسامح والوسطية ونزرعه في عقول وقلوب الشباب ونتأكد ان هذه الكائنات الصغيرة بمأمن عن فكر الإقصاء والتكفير والعنف.

اذا كانت متابعة الارهابيين واجبة، فإن متابعة المحرضين والداعين الى العنف، والذين يدفعون بالشباب الى الموت وهم في بيوتهم هي اوجب الواجبات، وعلينا ان نعترف ان في مدارسنا ومساجدنا من ينشر فكر التكفير فلا يطاله القانون، ويمارس نشر فكر الشذوذ ولا يجد من يقف في وجهه. واذا كان الارهابي قاتلاً، فإن المحرض هو مصنع لتفريخ القتلة والارهابيين.

الذين يمولون الارهاب يجب ان تنالهم العدالة، فلدى الارهابيين اموال طائلة، وهناك مصادر للتمويل جريمتها لا تقل عن جريمة القتلة، وهناك من يجهز هؤلاء وينقلهم من بلد الى آخر، ويشتري لهم السلاح، ولو اننا دققنا بعيداً عن المجاملات والسذاجة فقد نجد بعض منظماتنا الخيرية والانسانية يتسرب منها مال كثير كنا نريده لمساعدة محتاج وإطعام جائع فتحول الى دعم القتل والارهاب.

المتابعة الأمنية ضرورية، لكن المتابعة التربوية في المدرسة والمسجد ووسائل الاعلام ضرورية ايضا. والبحث عن مصادر التمويل ضروري. ومعركة الارهاب أوسع من المواجهة الامنية مع اهميتها القصوى.