جنة الإرهابيين! (1)

TT

هل كانت هناك خطة لاختطاف طائرة ركاب بريطانية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 واصطدامها بمبنى البرلمان البريطاني، كما يعتقد ضباط في جهاز المخابرات في «الهند» توصلوا الى معلومات تفيد بذلك من التحقيقات التي اجروها مع اعضاء من منظمة القاعدة؟.. وان السبب الوحيد الذي افشل هذه الخطة هو ان الطائرة التي كانوا يخططون لاختطافها تحدد اقلاعها في الخامسة والنصف مساء في الوقت الذي كانت انباء تدمير مركز التجارة العالمي قد ترددت في جميع انحاء العالم وقامت سلطات المطار بإصدار اوامر لجميع الطائرات بعدم التحليق؟.

السبب الذي جعل هذا السؤال يتردد كثيراً في بريطانيا هو ما بثته وسائل الإعلام قبل اسابيع من ان اثنين من البريطانيين، الاول عاصف جينف نجح في تفجير نفسه في اسرائيل وقتل ثلاثة آخرين، والثاني عمر خان شريف الذي لم يقتل احداً، حيث ان حزام المتفجرات الذي يرتديه لم ينفجر واستطاع الافلات من رجال الشرطة وما زال البحث عنه جارياً.

في مقال نشر بصحيفة «الصنداي تلجراف» البريطانية بقلم آلاسدير بالمر جاء فيه ان طوال العقد الماضي قامت بريطانيا بتوفير ملاذ آمن لعدد كبير من الاصوليين الاسلاميين المطلوب القبض عليهم في العديد من دول العالم بسبب ارتكابهم لأعمال ارهابية، وانه قبل الهجمات التي تعرض لها البنتاجون ومركز التجارة العالمي عام 2001 كانت حكومات كل من فرنسا والهند وتركيا والجزائر ومصر والاردن واليمن والمملكة العربية السعودية قد تقدمت باحتجاجات ضد قيام بريطانيا بحماية بعض الارهابيين المعروفين ورفضها تسليمهم لدولهم، ولم تأت هذه الاحتجاجات بالنتيجة المرجوة.

يطرح المقال تساؤلا مفاده لماذا اصرت الحكومات البريطانية المتعاقبة على تجاهل التحذيرات والاحتجاجات!.. ويجيب بأنه يجب ألا ننسى انه في التسعينات كانت السيدة ستيلا ريمنجتون التي كانت ترأس جهاز المخابرات «أم ـ آي 5» على ثقة تامة من ان الارهاب لا يمثل تهديداً لدرجة انها خفضت بصورة منتظمة قدرة الجهاز المسؤول على مراقبة نشاط الاصولية في بريطانيا، كما يبدو ان الحكومة البريطانية قبل الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت مقتنعة بالرأي القائل بأن الارهاب المتأسلم يهدد اسرائيل والدول العربية ولكنه لا يهدد بريطانيا.

ونستأنف الحديث غداً!