ليبيا... تحسين الصورة!!

TT

اختارت ليبيا شركة علاقات عامة اميركية من اجل «تحسين صورة الحكومة الليبية» امام الرأي العام. وستقوم مديرة الشركة وهي من اصل عربي وكانت تعمل في مكتب وزير الطاقة الاميركية بالمهمة مقابل مبلغ كبير من المال.

لا شك ان المهمة عسيرة وصعبة على الشركة الاميركية، وسيكون السؤال الاول الذي ستطرحه الشركة على نفسها هو: من اين تبدأ؟

هل تكون البداية في ملف حقوق الانسان في ليبيا، ام في الثروة الليبية التي لا يعرف احد اين ذهبت طيلة هذه السنوات من الانتاج النفطي، ام باغتيال المعارضة الليبية في الخارج في فترة الثمانينات، ام في دعم الارهاب الايرلندي، ام في دعم الانفصاليين الفلبينيين، وهناك مشكلة اخرى تتعلق بالتوقيت، فمهمة تحسين صورة ليبيا تأتي في فترة اعترافات خطيرة ادلى بها المعتقل والناشط الاسلامي السيد العمودي حول خطة اغتيال الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي.

ان تكون مسؤولا عن تحسين سمعة ليبيا مثل ان تكون احد محامي صدام حسين، فالادلة دامغة، والاطراف المتضررة كثيرة والخيوط متشابكة والمسألة تبدو وكأنك تدافع عن قضية خاسرة مهما كنت محامياً جيداً.

اعتقد ان ليبيا لا تحتاج الى شركة علاقات عامة، بل الى اعادة النظر في سلوك الدولة الليبية. وهناك خطوات سهلة سنقدمها بدون مقابل على امل تحسين الصورة.

اول مدخل لتحسين صورة ليبيا هي المصالحة مع الداخل. مع الليبيين جميعا، والغاء اكذوبة اللجان الشعبية والاستعانة بحكومة محترمة تمثل كفاءات ليبية نظيفة اليد واللسان بدلا عنها، وفتح السجون وخلق نظام قضائي محترم، واعلان العفو العام عن الجميع في الداخل والخارج، والغاء كل مظاهر الحكم الشمولي والفردي سياسيا واقتصاديا، واعلان ميزانية حقيقية لدولة غنية لا يتمتع مواطنوها بثرواتها رغم وفرة الخير وقلة السكان والسماح لليبيين بحرية الرأي والتعبير وانتخاب برلمان حر وحقيقي.

المطلوب التوقف عن «مراهقة الدولة» والقفز من العروبة الى الافرقة، ومن تحرير فلسطين الى الكفر بها، ومن الاستهانة بالاشقاء الى احترام الناس، والتوقف عن المؤامرات وتصدير العنف واعادة الاعتبار للانسان باعتباره اعظم مخلوقات الله على الارض.

ليبيا لا تحتاج شركة علاقات عامة اميركية، بل تحتاج الى تغيير كل السلوك الشاذ.