صراع الكلمة المكتوبة!

TT

لا يعتقد الكاتب الإيطالي الموسوعي بياترو سيتاني ان عصر التكنولوجيا وشبكة الانترنت الدولية يمكن ان يتسبب في موت الأدب بل انه لا يقبل حتى التشكيك في قدرة الأدب على البقاء والصمود والاستمرار. وحول السؤال الذي يطرحه البعض حول تناقض الثورة الصناعية مع الأدب. يجيب سيتاني ان دستوفيسكي، وهو واحد من اكبر الكتاب الذين عرفتهم البشرية خلال تاريخها الطويل، لا يمكن تصور وجوده من دون الثورة الصناعية ومن دون القراء الذين ظهروا في عهد الثورة الصناعية.. أي ان الصناعة لا تقضي على الكتابة.

ويرى سيتاني، ان الجدل الدائر حول ما يسميه البعض نهاية الأدب وموته جدل عقيم ومثير للضجر، لكنه يعترف بأن الآثار الأدبية اللافتة للانتباه والجديرة بأن تقرأ حقا أصبحت نادرة، ويشير الى ان الانسانية عرفت في الفترة من عام 1750 وحتى عام 1950 نهضة أدبية كانت الأكبر في العالم.

المعروف ان سيتاني، ألف كتابا عن «فاوست» اشهر اعمال الكاتب الالماني غوته واستغرق فيه عشر سنوات كاملة، اذ كان عليه ان يقرأ كتبا ومؤلفات لم يسبق له أن قرأها. وبعد كتابه عن «فاوست» وغوته، اهتم بالإسلام والأدب الفارسي الإسلامي، وسافر الى ايران ليكتب كتابا عن الحرب التي شنها الإسكندر المقدوني على بلاد فارس والتي انتهت بقتله لملكها.

خلال السنوات الطويلة التي خصصها لتأليف الكتب، لم ينقطع سيتاني، عن الكتابة في الصحافة التي علّمته على حد قوله الاحتكاك بالأشياء وهو الامر الأساسي لأي كاتب. وآخر كتاب اصدره وجمع فيه كتاباته في الصحافة كتاب «ضوء الليل» الذي يقول عنه: الأمر الأكثر أهمية في الكتاب هو كيف تبحث من خلال الانسان في عالم مهدد بالانقراض وتتفشى فيه الحروب والضغائن والأحقاد والكوارث.

يكتب سيتاني السيرة والقصة والمقال، بالاضافة الى انه قارئ من نوع يتسم بعطش للمعرفة لا حدود له، ويتميز بعقل نقدي من النوع النادر.