قصة كاتبة مهمة!

TT

كانت أمها تعيش مع ثلاثة رجال.. وهكذا عندما ولدت انديشا ماي هولاند لم تعرف أيا من هؤلاء الثلاثة هو ابوها.. ولم يكن هناك فرق ان تعرف او لا تعرف، فهي من زنوج المسيسيبي حيث تنتشر الدعارة والعنف والمخدرات.. وكان هذا هو طريقها ايضاً، فهي تخرج الى الشوارع لاصطياد الزبائن وتأخذ من بني جلدتها الزنوج خمسة دولارات عن المقابلة وتأخذ عشرة دولارات من الرجل الابيض.

وذات يوم عادت الى بيتها فوجدت النيران مشتعلة به.. لقد أشعلها البيض المتعصبون ووجدت أمها تجري وقد اشتعلت فيها النيران.. فأسرعت خلفها.. ولكن الأم ماتت، وهي تستمع الى ابنتها تقول: «أقسم لك أنني سأكون شيئاً رغم كل شيء».

وهكذا انتمت هولاند الى الحركات المناهضة للعنصرية.. وعندما أُقِرّتْ الحقوق المدنية للزنوج بداية الستينات اعترضت بقولها: «إن هذه القوانين لم تأت بجديد.. إننا أحرار قبل ان يكون البيض أحراراً».

ودخلت السجن بتهمة الدعارة والسرقة وبسبب انضمامها للمناهضين للعنصرية.. وعندما خرجت من السجن، خطبت في مجموعة من المتظاهرين فقالت: «اننا لكي نتحرر حقاً لا بد ان نتعلم.. وسوف أحاول ان أدخل الجامعة». ودرست هولاند حتى استطاعت الالتحاق بجامعة مينيسوتا، وهي في العشرين من عمرها.. وفي سنتها الأولى ألفت مسرحية بكى الجميع عندما قرأتها في الفصل.. إذ كانت عن حياتها.. ونالت عن هذه المسرحية جائزة «لورين» القومية.

وظلت هولاند تدرس حتى حصلت على الدكتوراه.. وفي يوم مناقشة الرسالة استأجر القوادون واللصوص وعاهرات المسيسيبي عدداً من الحافلات وذهبوا الى الجامعة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه، فقال عميد الجامعة: «إنه أغرب يوم في تاريخ الجامعات الأميركية».

وهي في الخامسة والأربعين، اصبحت أستاذة مساعدة في جامعة الدول في نيويورك.. وايضاً من ألمع كاتبات المسرح الأميركي..

حقا ليست هناك حدود لمن يريد أن ينجح.