التدخين ومعاركه

TT

لم يعد جديدا ولا خبرا أن يتم سرد مساوئ التدخين والاضرار الناتجة من جراء تلك الممارسة والعادة السيئة. وهناك الكثير من المنظمات والدول حول العالم التي قامت بإجراءات قوية وحاسمة للحد من انتشار التدخين بين الناس.

ولكن مع الأسف الشديد يبدو أن إجراءات منع التدخين والحد منه في السعودية لا يزال بعيدا عن المأمول ودون مستوى القياس الذي وصلت اليه دول أخرى. فلم يتم تجريم بيع السجاير للقاصرين وتحديد عمر معين بذلك لا يسمح لشراء السجاير لمن هم من دونه. كما أن الاعلانات التحذيرية على عبوات السجاير يجب أن يزداد حجمها وتكون بعبارات أشد وأبلغ، ولا مانع من وضع صور لرئات مصابة بالسرطان كنوع من التحذير الاضافي، وهو ما اتبعته كندا مثلا.

الفاتورة الطبية والاقتصادية جراء تكلفة التدخين التي يتحملها المجتمع والدولة من الممكن تخفيضها جدا بتضييق الخناق على السجاير ومن يتعاطاها. والمراقب لقرار منع التدخين في الامكان العامة يجد أن هناك ضعفا في تطبيقه وأن المخالف لهذا القرار يترك من دون عقوبة، مع أن الأمل كان أن يشمل القرار كافة المباني المكتبية بصورة عامة وليست فقط التابعة للقطاع الرسمي للدولة.

التدخين بصورة عامة يشهد انخفاضا في دول العالم الصناعي باستثناء «ايطاليا وفرنسا وأسبانيا» وبالتالي توجه شركات التبغ اهتمامها نحو دول العالم الثالث، وخصوصا الدول التي بها نسبة جيدة من سكانها من فئة الشباب وبطبيعة الحال هذا يجعل السعودية أحد الدول المستهدفة تسويقيا من قبل شركات التبغ.

مطلوب اعادة النظر وبجدية في أسعار سلع التدخين «سجائر وسجار وتبغ ومعسل» ورفع نسبة الجمارك عليها وبشدة، كذلك مطلوب أغلاق بعض المحال التي تخالف وتبيع لصغار السن، وكذلك منع مسابقات السجائر التي يعلن عنها في الصحف والمجلات.

دول العالم الصناعية قامت بعمل كثير من البرامج التوعوية المتطورة والتي لا نرى لها مثيلا في بلادنا، وهذه البرامج يجب أن يصاحبها برنامج علاجي للخلاص من الادمان على السجاير. وقد يكون من المفيد اتباع قرار منع بيع السجاير في مكة والمدينة بقرار يمنع التدخين فيهما تماما.

المعركة ضد التدخين معركة طويلة وعلى أكثر من صعيد وجبهة ولا بد من مواجهة ذلك بنفس العزم الذي ينادي به نظريا. التدخين سبب رئيس في امراض القلب والأورام السرطانية المختلفة التي تصيب الصدر والرئة واللسان والحلق، وهي جميعا أمراض ذات تكلفة مالية هائلة، إضافة الى أنها غالبا ما تؤدي الى الموت، وهما سببان وجيهان أن يتكاتف الجميع لمحاربة هذه الآفة وتصعيد المعركة وتغيير أسلوب المواجهة بشكل أكثر فاعلية وأشد تأثيرا.